‏تفاصيل المعركة الأولى بين طارق صالح وعيدروس الزبيدي في قصر معاشيق والتحالف يتدخل

أيار 24, 2022

تعز تايم - خاص

يواجه مجلس القيادة الرئاسي أزمة حادة تهدد بتصدّع مبكر لتحالف القوى العسكرية النافذة على الأرض، وذلك بعد نحو شهر من استقراره في العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد.

وتعود جذور الأزمة، التي نشبت بين عضوي المجلس، طارق صالح وعيدروس الزُبيدي، إلى الاحتفال بالذكرى الثانية والثلاثين للوحدة اليمنية، وقيام الأول برفع علم الجمهورية فوق مقر سكنه داخل قصر معاشيق الرئاسي.

وأثار رفع العلم اليمني داخل القصر الرئاسي حفيظة الانفصاليين في المجلس الانتقالي، الذين داهموا بواسطة 5 دوريات ومدرّعات عسكرية، مقر سكن طارق صالح، وقاموا بإنزال العلم بقوّة السلاح.

وبحسب مصدر مسؤول قريب من المجلس الرئاسي تحدث لـ"تعز تايم"، فإن عناصر من قوات المجلس الانتقالي قامت بتطويق مقر سكن طارق صالح، وتعمّدت إهانة العلم اليمني بعد إنزاله والدّوس عليه بالأقدام، فيما رضخت قوات طارق صالح للأمر.

وكاد الموقف أن يتطوّر إلى صدام مسلح هو الأول من نوعه داخل القصر الرئاسي منذ تشكيل مجلس القيادة في السابع من أبريل/ نيسان الماضي، لكن القوات التابعة لطارق صالح استسلمت للأمر الواقع، وفضّلت عدم المواجهة، وفقا للمصادر.

وتهدد هذه الواقعة بانهيار تحالف القوى العسكرية النافذة على الأرض تحت مظلة المجلس، الذي خططت له السعودية والإمارات، وتم بموجبه الإطاحة بالرئيس السابق، عبدربه منصور هادي، في السابع من أبريل الماضي.

وخلافا لتحرّكات مكثفة داخل إطار مجلس القيادة، سارعت قوات التحالف، الذي تقوده السعودية، لاحتواء الموقف الذي من شأنه تقويض عمل المجلس الرئاسي الطامح لتفعيل مؤسسات الدولة من داخل عدن.

وعقد قائد قوات التحالف في اليمن اللواء يوسف خير الله الشهراني، مساء أمس الاثنين، اجتماعا مع الزعيم الانفصالي، عيدروس الزُبيدي، الذي عاد منذ أيام إلى ممارسة مهامه كنائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي من مقر المجلس الانتقالي في مديرية التواهي، وليس من قصر معاشيق الرئاسي.

وذكر الموقع الإلكتروني للمجلس الانتقالي، في بيان صحافي، أن اللقاء الذي حضره عدد من القيادات الانفصالية على رأسهم ناصر الخبجي، ورئيس هيئة التشاور والمصالحة، محمد الغيثي "ناقش مستجدات الأوضاع في عدن والمحافظات المحررة والموقف العسكري في مختلف جبهات المواجهة مع المليشيات الحوثية، في ظل تواصل الخروقات الحوثية للهدنة الأممية، والجهود المبذولة لتمديدها".

وأشار البيان إلى أن قائد قوات التحالف "قدّم للزُبيدي التهاني بتشكيل القيادة الجديدة، ونقل إليه تحيّات الحكومة السعودية وقيادة القوات المشتركة، كما أكد استعداد قوات التحالف لتنفيذ المهام في إسناد القوات العسكرية في مختلف المحاور القتالية في اليمن"، دون التطرق لأي تفاصيل بشأن الأزمة التي كانت سببا في الاجتماع.


وأكدت مصادر لـ"تعز تايم" أن أبوظبي تدخلت هي الأخرى لاحتواء الأزمة الناشبة بين اثنين من أبرز حلفائها في اليمن، وذلك بهدف الحفاظ على تماسك المجلس الرئاسي الناشئ، وعدم تكرار السيناريو السابق بعودة رئيسه إلى مماسة مهامه من المنفى، كما كان حاصلا إبان فترة حكم الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.

وهذه ليست المرة الأولى التي ينشب فيها صراع معلن بين حلفاء أبوظبي، حيث شهدت محافظة شبوة، الأشهر الماضية، خلافا سياسيا حادا إثر رفض المجلس الانتقالي الجنوبي قيام طارق صالح بفتح فرع لما يسمى "المكتب السياسي للمقاومة الوطنية" في عتق.

وفي حين اقتصر الخلاف السابق على حرب إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن الأزمة الجديدة ستطال مجلس القيادة الرئاسي الذي واجه أول تحد حقيقي لم يكن في الحسبان.

ومن المتوقع أن يشهد المجلس المزيد من الخلافات، في حال الانتهاء من صياغة الإطار القانوني المنظّم لعمله، الذي بموجبه سيتم تحديد صلاحيات ومهام رئيس المجلس، رشاد العليمي، ونوابه السبعة.

ولم يعقد المجلس أي اجتماع رسمي منذ عيد الفطر المبارك، حيث اقتصر الظهور الإعلامي لرئيس مجلس القيادة في مناسبات مختلفة بحضور بعض الأعضاء، وعلى رأسهم أبو زرعة المحرمي.

وظهر طارق صالح، أمس الإثنين، في استقبال السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، الذي زار عدن للمرة الأولى منذ تشكيل مجلس القيادة، فيما يواصل عيدروس الزبيدي التقاء قيادات المجلس الانتقالي وبعض المسؤوليين في السلطات المحلية بالمحافظات المحررة، وإلى جانبه علم الانفصال.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - خاص
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro