وكانت الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، قد دخلت حيّز التنفيذ في الثاني من نيسان/ أبريل الماضي، وتنتهي في الثاني من حزيران/ يونيو المقبل، وسط أنباء تفيد برغبة طرفي النزاع اليمني، الحكومة المعترف بها، وجماعة الحوثيين، في تمديدها لأشهر أخرى.
وقال هانس غروندبرغ، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، "إنه يواصل نشاطه مع الأطراف لتجديد الهدنة مع اقتراب موعد انتهائها".
وأضاف في بيان له، الأربعاء: "لقد لمسنا الآثار الإيجابية للهدنة على حياة اليمنيين اليومية"، داعيا في الوقت ذاته الأطراف اليمنية إلى تجديد الهدنة لضمان استمرارية هذه الفوائد وتعزيزها للشعب اليمني، الذي عانى طويلاً لأكثر من سبع سنوات جراء الحرب".
" أمر متوقع"
وفي هذا السياق، يقول الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، عبدالله إسماعيل، إن تمديد الهدنة أمر متوقع، نتيجة للضغط الدولي، وإصرار من المبعوث الأممي الذي حشد كثيرا من المواقف لاستمرار حالة النجاح الذي يعتقد أنه حققها خلال الفترة الماضية.
وتابع إسماعيل في حديث له بأنه إذا كانت الهدنة ستمدد "لا يصح هذه المرة الاكتفاء بالوعود الأممية، أو الرغبات التي تصب في النهاية في مصلحة الحوثي، وتحسين صورته وممارسة التحشيد على وهم الانتصارات، التي يسوقها في تنازلات الشرعية".
وقال: "كما يبدو أن الشرعية اليمنية راعت البعد الإنساني من جهة، وإثبات عدمية الجماعة الحوثية من عدة أوجه".
وأكد على أنه لا يعيق تمديد الهدنة وتطويرها إلى وقف دائم للحرب إلا خروقات الحوثي، وتهربه من تنفيذ الاستحقاقات بموجب اتفاق الهدنة ذاتها.
"آمال معلقة"
من جانبه، قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، ووزير الخارجية الأسبق، أبو بكر القربي، إن الآمال معلقة على تمديد الهدنة كخيار وطني وأخلاقي وحيد أمام أطراف الصراع، لتهيئة الفرصة لمفاوضات الحل السياسي الشامل ووقف الحرب، ليجنب اليمن وشعبه نتائج التصعيد العسكري من دمار و إراقة دم.
وأضاف عبر حسابه بموقع تويتر، مساء الأربعاء: "الانتصار الحقيقي للجميع ليس في هزيمة الخصم، وإنما في تحقيق السلام وحماية حقوق المواطن وكرامته".
"رغبة سعودية"
من جهته، رأى الصحفي والباحث السياسي اليمني، كمال السلامي، أن الهدنة بشكلها الحالي في حقيقة الأمر هي بين السعودية والحوثيين، أما مع القوات في الداخل، فالخروقات لم تتوقف، والحرب مستمرة، وإن بنسبة أقل.
ومع ذلك، يقول السلامي : "إن الهدنة بشكلها الحالي ممكنة التمديد، لاسيما أنها صارت رغبة سعودية في المقام الأول، في حين أن الحوثي انتزع من وراء الهدنة بعض المكاسب الهامة".
وتابع: "الحوثي مقابل وقف المعارك في الحدود، وكذا وقف إطلاق الصواريخ باتجاه السعودية وجبهات الداخل، تمكن من انتزاع فتح مطار صنعاء، وكذا تخفيف القيود على الواردات النفطية عبر ميناء الحديدة، فضلا عن ضمان توقف الغارات الجوية على قواته وثكناته".
الصحفي اليمني يلفت إلى أنه "قد يكون هناك عقبات أمام تجديد الهدنة، كفتح المعابر ورفع الحصار عن تعز، وإخلاء الوجود المسلح في المناطق المدنية".
لكن الباحث السلامي استدرك قائلا: "باعتقادي أنه سيتم تجاوز هذه العقبات، لأن الحوثي حقق مكاسب من وراء الهدنة، كما أن الرياض بحاجة لهذه الهدنة، لتجنب الأذى الذي تشكله الصواريخ الحوثية على الداخل السعودي، فضلا عن الضغوطات الدولية الكبيرة على المملكة لوقف الحرب، ودعم عملية سلام واسعة".
وكان رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي اليمني، قد أعلن الأحد الماضي، دعمه للجهود الأممية، من أجل تمديد الهدنة الإنسانية التي تنتهي مطلع الشهر المقبل.
فيما قال مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، في اليوم ذاته، إن الجماعة ليست ضد تمديد الهدنة الحالية التي توسطت فيها الأمم المتحدة، لكنه وصفها بأنها "لم تكن مشجعة بما يكفي".