وأفادت شرطة مدينة تعز، في بلاغ صحافي، بأنّ "جماعة الحوثي شنّت قصفاً وحشياً على حي زيد الموشكي المكتظ بالسكان وسط المدينة بعدد من قذائف الهاون، أسفر عن إصابة 11 طفلاً دون سنِّ العاشرة، بإصابات بليغة ومتوسطة"، ووصفت الشرطة الحادثة بأنها "جريمة مروعة وآثمة" واعتبرت أنّها "خرق واضح للهدنة وتحدٍ صريح لكل المعاهدات والمواثيق المحلية والدولية".
وقال شهود عيان، إنّ "القصف نفّذ من مواقع تمركز الحوثيين بمنطقة الحوبان، في محيط المدينة واستهدف حياً سكنياً بالقرب من مدرسة كان الأطفال الضحايا يلعبون بجوارها". وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات للأطفال الضحايا.
وعقب القصف نفذ أهالي ضحايا القصف في تعز وناشطون وقفة احتجاجية أمام مقر إقامة المستشار العسكري للمبعوث الأممي في تعز، منددين بالانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي وصمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاهها، ورفع المحتجون صور الضحايا ولافتات منددة بدور الأمم المتحدة، كتب عليها "بتواطؤ أممي الحوثي يقتل المدنيين في تعز".
من جانبها طالبت الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتخلّي عن الصمت وإدانة القصف الحوثي الذي استهدف المدنيين. وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إنّ "الجريمة في ظل سريان الهدنة الأممية، ووجود وفد تابع للأمم المتحدة، يؤكد تحدي الحوثيين للمجتمع الدولي وعدم اكتراثهم بالجهود الدولية".
وطالب، في تصريح نقلته وكالة "سبأ" الحكومية الرسمية، بـ"ممارسة ضغوط حقيقية على الحوثيين لوقف استهداف المدنيين في تعز وغيرها من المحافظات، ورفع الحصار فوراً عن المدينة.
وجاء القصف الحوثي بالتزامن مع زيارة المستشار العسكري للمبعوث الأممي الجنرال أنتوني هايورد، إلى مدينة تعز حيث التقى، أمس الجمعة، محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، وناقشا "الأوضاع والتحديات العسكرية والأمنية لدعم الهدنة وفتح الطرق الرئيسة لتخفيف معاناة المواطنين وتسهيل حرية حركتهم"، وفق ما أعلن شمسان في تغريدة على "تويتر".
وأعرب محافظ تعز، عن أسفه لـ"عدم إحراز أي تقدم يخفف من المعاناة التي يعانيها أبناء المحافظة، مطالباً بتحقيق العدالة في المعالجات الإنسانية.
من جهته قال هايورد إنّ هدف زيارته "فهم الأوضاع الأمنية والعسكرية والصعوبات والتحديات التي تواجهها ووضع الحلول الممكنة، ومناقشة ملف إنشاء اجتماعات لجنة التنسيق العسكرية الممثلة من الحكومة"، بحسب ما أوردته وكالة "سبأ" الحكومية الرسمية.
وخلال الأيام الماضية، تصاعدت الهجمات على المدنيين في مدينة تعز ومحافظات يمنية أخرى، عقب إعلان جماعة الحوثي، السبت الماضي، رفضها تمديد الهدنة التي وصفها بيان للمجلس السياسي للجماعة بأنها "تجربة صادمة ومخيبة للآمال ولا يمكن تكرارها في المستقبل".
وتسعى الأمم المتحدة لتمديد الهدنة مرة أخرى والتي تنتهي في 2 أغسطس/ آب المقبل، وحققت نجاحاً نسبيا في معظم بنودها لكنها فشلت كلياً في فتح الطرق بمدينة تعز، في ظل رفض الحوثيين للمقترح الأممي عقب مفاوضات عمان بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين.