لا تتجاهلوا قصتها حتى لا يتجاهلكم الناس حين تمتد يد الأوجاع إلى أطفالكم.
هذه الجميلة تدعى "فاتن" وهي إحدى ضحايا كارثة الدواء المهرب تحت إشراف وزارة الصحة الحوثية في صنعاء.
كانت فاتن تصارع السرطان، وبحسب مقربين من أسرتها كانت تتعافى منه بشكل جيد، غير أن الكارثة حلت في #مستشفى_الكويت حين تم علاج ٥٠ طفلا وطفلة من المصابين بالسرطان، بجرعة دواء مهربة، وغير آمنة ، اختطفت أرواح ١٨ منهم، فيما لا زال أكثر من ٣٠ طفلا بين الحياة والموت، يتوزعون على غرف العناية المشددة، بعد كارثة العناية المفقودة ولو بأدنى درجاتها.
مصادر طبية في صنعاء تتحدث عن تورط وزارة الصحة الحوثية في الجريمة، لسماحها بدخول مثل هذه الأدوية المهربة بأصناف مختلفة حتى وصل الأمر إلى أدوية السرطان، والسبب يعود إلى استلام قياداتها عمولات كبيرة من سماسرة التهريب..
وزارة الموت الحوثية لم تسكت، بل أصدرت بيانا "باردا" يشبه درجة حرارة أجساد الأطفال الضحايا الذين يرقدون في ثلاجات المستشفيات، لم تتحدث الوزارة عن الكارثة بشكل يجعلك تشك ولو للحظة أن هناك وزارة.. كان الحديث فقط عن "العدوان" الذي اتهموه بالتسبب بما حدث لأنه لم يفتح ميناء الحديدة بشكل كامل، لدخول سفن المشتقات النفطية!
بيان مليشيا، عصابة حرب، وعيال سوق سوداء.. بيان لا تستطيع التفريق بين من صاغه وكتبه، بالعقل والحرف والضمير.. هل علي أبو الحاكم أم طه المتوكل؟! وهل الوزير الذي يدعي انه أحد ملائكة الرحمة، يحمل على كتفيه سماعة طبيب، أم قذيفة "آر.بي.جي"؟!
لا تسمحوا لهذه الجريمة أن تمر، ولو بالإدانة وتعرية الجناة.. على الأقل لأجل عذابات الأطفال الثلاثين الذين لا زالوا بين الحياة والموت لأجل أطفالكم، وضمائركم قبل كل شيء..
دعوا الجميع يرى الجريمة التي تفجر الدم في شرايين كل غيور، ويشاهدوا أيضا التبرير البارد للسلالة التي لا تتوقف عن ذب.ح كل ما هو يمني، بكل حرارة!
لم يستطع السرطان إطفاء وهج هؤلاء الأطفال، ولا قهر ابتساماتهم، لكن السلالة فعلت، بل وقتلتهم بحجة الدواء..
هم السرطان.. وأكثر!