ويعاني سكان اليمن منذ سنوات، بسبب المعارك الدائرة هناك منذ سبتمبر 2014، بين الحكومة اليمنية والتحالف المساند لها ضد مليشيات الحوثيين، التي تسيطر على العاصمة صنعاء وعدة محافظات.
وفي خطوة حديثة أعلن الهلال الأحمر القطري، في 27 ديسمبر 2022، إطلاق مشروع توفير السلال الغذائية للأسر المحتاجة في 8 محافظات يمنية، بتكلفة 2.511.000 ريال قطري (689.645 دولاراً).
وأفاد الأحمر القطري في بيانه، بأن المشروع جاء بالشراكة مع نظيره اليمني، وبتمويل من صندوق الزكاة التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر.
وتتكون السلة الغذائية الواحدة من 61 كغ من المواد الغذائية الأساسية، مثل الدقيق والأرز والسكر والتمر وزيت الطعام والملح والفاصوليا المعلبة، بإجمالي 7,560 سلة غذائية سيتم توزيعها على 52,920 مستفيداً في محافظات أمانة العاصمة وعدن والضالع ولحج وتعز والحديدة ومأرب وحجة.
وبحسب البيان فقد تم حتى الآن توزيع 4 آلاف سلة غذائية في محافظات حجة ولحج ومأرب والضالع، مع التركيز على النازحين الذين فقدوا مصدر رزقهم، والأسر التي تعولها النساء أو الأرامل أو الأيتام، والأسر التي يعاني أحد أفرادها من الإعاقة، والأسر معدومة الدخل التي بها كبار السن.
مساعدات مهمة
ورحّبت الجهات المسؤولة في اليمن بالمساعدات اليمنية، مؤكدة أهمية توقيت توزيعها مع حلول فصل الشتاء وبروز العديد من الحاجات الملحّة.
وحول ذلك قال عمر الصماتي، مستشار محافظ لحج لشؤون المنظمات، "قمنا بتدشين توزيع 1000 سلة غذائية لصالح النازحين والمجتمع المضيف في مديرية تبن بمحافظة لحج".
وشدد الصماتي على الأهمية الكبيرة لهذا الدعم خصوصاً مع دخول فصل الشتاء الذي تتزايد فيه الاحتياجات، معرباً عن شكره لصندوق الزكاة القطري على هذه المنحة الإنسانية.
وأضاف: "نتمنى من كل إخوتنا في الهلال الأحمر القطري زيادة التدخلات في هذه المرحلة، لتلبية الاحتياجات الكبيرة في مجالات الغذاء والصحة والتعليم والمياه وسبل كسب العيش".
بدوره، قال علان علي فضائل، مدير عام فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية بمحافظة حجة، "نشكر إخوتنا في الهلال الأحمر القطري، الذين عملوا على مناصرة المحتاجين ولبوا نداء المجلس الأعلى في مواجهة الكوارث التي تواجهها المحافظة".
وأوضح فضائل، أن الهلال الأحمر اليمني، الشريك المنفذ لنظيره القطري، قام بتوزيع 1000 سلة غذائية في مديرية حجة، مما سيخفف كثيراً من معاناة النازحين والمتضررين.
وكشف المسؤول اليمني عن وجود معاناة كبيرة في المخيمات حيث تقبع نحو 28000 أسرة محتاجة للمساعدة، وتوجد أسر لا تستطيع تلبية أبسط الاحتياجات لأطفالها، وبعضهم يكافح للحصول على وجبة واحدة في اليوم.
ويحذر الهلال القطري من أن الفجوة الغذائية في اليمن تفاقمت بشدة وبشكل غير مسبوق، لتتجاوز معدلاتها 40% في 19 محافظة يمنية، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.
وأشار البرنامج الأممي في آخر التقارير المسحية إلى أن هذه الأرقام "مثيرة للقلق وتؤكد أن الكارثة تلوح في الأفق"، مبيناً أن العديد من العوامل الداخلية والخارجية ساهمت في استمرار انعدام الأمن الغذائي، بما يشكل تهديداً لحياة ملايين اليمنيين.
درء المجاعة
ولتخفيف آثار شبح المجاعة الذي يهدد اليمن وقعت قطر مع برنامج الأغذية العالمي اتفاقية "دعم الأمن الغذائي والتغذية لخطة استجابة برنامج الأغذية العالمي في اليمن" بقيمة 90 مليون دولار أمريكي أواخر العام 2021.
وذكرت وزارة الخارجية القطرية، ببيانها في 9 نوفمبر 2021، أن قطر وبرنامج الأغذية العالمي يوقعان اتفاقية لدعم الأمن الغذائي والتغذية في اليمن.
وأشارت إلى أن نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس صندوق قطر للتنمية شهد هذه الاتفاقية.
وتوفر الاتفاقية المساعدة الغذائية العامة، وإلى جانب أغذية مخصصة للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، وتوفير استشارات صحية وغذائية بهدف تثقيف المجتمع بالسلوكيات الغذائية الإيجابية.
وبلغت مدة الاتفاقية 12 شهراً واستفاد منها 7 ملايين و621 ألفاً و932 شخصاً، بالإضافة إلى تقديم "الخدمة الجوية الإنسانية" لنقل المتطوعين والموظفين دولياً وداخل اليمن.
وتأتي الاتفاقية في إطار توجيهات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في يوليو 2021 بتخصيص 100 مليون دولار لجهود "درء المجاعة" باليمن، والمساهمة في دعم جهود الأمم المتحدة في دعم الأمن الغذائي.
وسبق أن تعهدت الدوحة بتقديم 70 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الأممية باليمن، خلال مؤتمر المانحين لليمن في مارس 2021.
مشاريع متنوعة
ودشّن الهلال الأحمر القطري مشاريع عديدة في اليمن خلال العقد الماضي، حيث بدأ أنشطته في اليمن منذ عام 2012.
ومن أبرز مشاريع الأحمر القطري القائمة حالياً في اليمن مشروع توفير مياه الشرب النظيفة للمحتاجين والتي شملت 30 ألف مستفيد، ومشروع توفير علاجات زارعي الكلى والفشل الكلوي وجراحات تشوهات الحروق وغيرها.
وتعمل بعثة الهلال الأحمر القطري في اليمن في عدد من المشاريع التنموية متعددة القطاعات، سواء ضمن القطاع الطبي أو قطاع المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى مشاريع الإغاثة الطارئة.
ومن أبرز المشاريع الطبية التي تركت أثراً إيجابياً على حياة المستفيدين، مشروع علاج مرضى الكوليرا، ومشروع علاج مرضى القلب، وتدريب الكادر الطبي، ومشروع مرضى غسيل الكلى، ومشروع الرعاية الصحية الأولية، والمشروع الجراحي، ومشروع التدخل الطبي لعلاج جرحى الحرب ودعم أطفال مرضى الشلل الدماغي ومشروع علاج المعاقين وتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية.
تخفيف للمعاناة
وقال الصحافي والناشط علي العقبي، إن الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي في اليمن أدت إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، كالانهيار الاقتصادي، واستمرار موجات النزوح، واستمرار معاناة اليمنيين بشكل عام للعام الثامن على التوالي.
ويضيف في حديثه مع "الخليج أونلاين" أن الحاجة إلى المساعدات الغذائية والإنسانية لا تزال مهمة وضرورية لإنقاذ حياة النازحين الذين أصبحوا بلا مأوى في زمن الحرب في مخيمات النزوح خاصة، وفي مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، بسبب ضعف المأوى وضعف دور المنظمات الدولية العامة في المجال الإنساني.
ويبين العقبي، أن أي مشاريع إغاثية من الأشقاء العرب كافة تساهم بشكل جيد في تخفيف المعاناة الإنسانية خلال فصل الشتاء، حيث إنه تزداد معاناة سكان مخيمات النزوح بشكل كبير مع البرد ، وهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة لمساعدتهم على مواجهتها.
ويشيد الصحفي بالدور الذي تقدمه قطر في دعمها لليمنيين لتمكينهم من تجاوز هذه المرحلة الحرجة، ومواجهة الأزمات والتحديات الاقتصادية.