وقال سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، محمد جميح، في تغريدة له بتويتر، إن الحوثيين يخططون لهدم عدد من الأسواق والمحلات التجارية في صنعاء القديمة تمهيدًا لبناء عدد من المباني على شكل قباب وملاحق في الساحة التي سينشئونها، بهدم تلك المحلات التقليدية الخاضعة للحماية الدولية.
وأضاف بأن الحوثيون يزورون التاريخ، ويقولون إن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاء إلى صنعاء، وإن اليمنيين بايعوه في تلك الساحة.
وذكر جميح، أن الهدف من إنشاء المزار الجديد أيديولوجي واقتصادي وسياسي، مضيفًا: "الحوثيون وبعد أن أكلوا الطعام من أفواه الجياع، يريدون سرقة أموال اليمنيين باتخاذ هذا المبنى الجديد مزاراً على شاكلة المزارات والأضرحة الإيرانية، ثم التبرع لوقف الإمام علي بن أبي طالب المقرر إنشاؤه على الطراز الإيراني".
وأشار المسؤول اليمني إلى أن البعد العقدي والأيديولوجي واضح من بناء هذه القبة أو القباب، وكذا الأبعاد السياسية.
واستطرد جيمح قائلاً: "ومع الزمن يريد الحوثيون وداعموهم أن يحولوا صنعاء التاريخية من رمز يمني ظل اليمنيون يفاخرون به كمنتج للتراكم الحضاري إلى مزار ديني بلون طائفي لهذه الجماعة، التي تحاول إعادة التاريخ للوراء".
ولفت إلى أن الحوثيين أقدموا من قبل على هدم جامع النهرين في صنعاء القديمة، وهو جامع يرجع تاريخ بنائه إلى عصر صدر الإسلام، بدعوى أن محرابه كان مائلاً عن اتجاه القبلة، على اعتبار أن صلاة اليمنيين في الجامع لقرون طويلة كانت إلى غير القبلة، قبل أن يأتي أهل القبلة الجدد لتحديد اتجاهها الصحيح، وفق قوله.
وحسب المسؤول اليمني، فإن الحوثيين خططوا أيضا لبناء ما أسموه "بوابة شعوب" التي كانت مشروعاً أراد بعض الفاسدين في الجماعة أن يستثمر في بنائه، رغم أنه لم يعد هناك وجود لأي أثر لتلك البوابة التي رفضت اليونيسكو استحداثها لتأثيرها على الطابع التراثي للمدينة.
وطالب المسؤول اليمني بـ "حراك دولي تقوده اليونيسكو والمؤسسات ذات الصلة في اليمن وخارجه، لمنع هذه الخطوة الانتهازية المفضوحة"، حسب تعبيره.
وحذر من خطورة هذا المخطط قائلاً: "إذا ما أقدم الحوثيون على مذبحتهم في حق مئات المحلات التقليدية في صنعاء القديمة بهدمها، فإنهم سيمهدون الطريق لإخراج هذه المدينة من قائمة التراث العالمي".
وحمّل السفير اليمني لدى المنظمة الدولية جماعة الحوثيين المسؤولية عن هذه الجريمة أمام المؤسسات الدولية واليمنيين جميعاً".
وتعد مدينة صنعاء القديمة واحدة من المدن التاريخية اليمنية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ 1986، إلا أنها باتت مهددة بالشطب من تلك القائمة، بسبب العبث والدمار الذي طال مبانيها الأثرية، والتي يعود بناؤها إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
وكانت منظمة اليونيسكو قد منحت السلطات اليمنية، في فبراير 2018، مهلة عامين إضافيين لمنع شطب المدينة من قائمتها للتراث العالمي، لتلافي الأضرار الكبيرة التي لحقت بطابعها المعماري، إما بالهدم والخراب جراء السيول، أو التشويه بإضافة مواد بناء جديدة غير مطابقة لمواصفات هذه المدينة العريقة.