ونقلت "الجريدة" عن مصدر مقرب من قائد "فيلق القدس" إسماعيل قآني، تأكيده أن التحقيقات التي أجرتها إيران بعد القصف الذي استهدف قاعدة أميركية شمال شرق سورية الأسبوع الماضي وأدى إلى هجوم أميركي مضاد أوقع 19 قتيلاً من حلفاء إيران، أدت للكشف عن هذه الخلية.
وكانت "الجريدة" قالت إن إيران بعثت برسالة إلى واشنطن من خلال وسطاء تؤكد فيها أنها لا تقف وراء الهجوم الذي أدى إلى مقتل متعاقد أميركي في قاعدة أميركية شمال شرق سورية، وأن السلطات أمرت بفتح تحقيق لكشف هوية من أمر ونفذ الهجوم، الذي كان من شأنه تصعيد الموقف في المنطقة فيما تتسارع الخطوات بين الرياض وطهران لإصلاح العلاقات بينهما، خصوصاً في ضوء توجيهات من المرشد الأعلى علي خامنئي بضرورة ضبط النفس لمواكبة التهدئة الإقليمية.
وذكر المصدر أنه خلال التحقيقات الأولية قال عناصر الخلية الذين تم القبض عليهم وهم نحو 30 شخصاً إنهم تحركوا من تلقاء أنفسهم بسبب قناعات شخصية بأن التقارب مع السعودية هو قرار خاطئ، إلا أن الاستخبارات التابعة لـ"حزب الله" اللبناني أشارت إلى شكوك في صلة بعض هؤلاء بالاستخبارات الإسرائيلية.
وأضاف المصدر أن السلطات تعرفت مصادفة على الخلية بعد الكشف عن سرقة أسلحة تشمل مسيرات وصواريخ من أحد مخازن الأسلحة الإيرانية التي استهدفتها "إسرائيل". مبيناً أن الهجوم الأول على القاعدة الأميركية الذي أودى بحياة متعاقد أميركي حصل باستخدام بعض هذه الأسلحة المسروقة.
وأشار إلى أن الحادث كاد يتسبب بمواجهة ضخمة في سورية، إذ تبين أن الجيش الأميركي كان يعد لهجوم واسع يستهدف القواعد الإيرانية ومواقع حلفاء إيران في سورية، وأن الجانب الإيراني وحلفاء الحكومة السورية كانوا يعدون للتصدي لهذه الهجمات، لكن تم تفادي كل ذلك، بعد نفي إيران وقوفها وراء الهجوم وإبلاغ واشنطن نتائج تحقيقاتها.
وقال المصدر إن أعضاء الخلية من جنسيات مختلفة ومنها يمنية وعراقية وسورية ولبنانية.
وأضاف أن استخبارات الحرس الثوري طلبت من مليشيات الحوثي اعتقال العناصر المرتبطة بهذه الخلية في اليمن والتحسب من قيام هذه العناصر بعمل ما ضد السعودية أو الإمارات على الأراضي اليمنية.
وذكر المصدر أن الاستخبارات العسكرية الإيرانية واستخبارات الحرس يعملان بنشاط لاكتشاف باقي عناصر هذه الخلية، وأن الأجهزة الأمنية حصلت على تفويض من خامنئي باعتقال كل شخص يشك في معارضته قرار النظام الإيراني المصالحة مع السعودية.
وبحسب "الجريدة"، فقد كشف المصدر في هذا السياق أنه خلال الأسبوعين الماضيين جرى اعتقال جميع الذين شاركوا في الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد خلال 2016 رغم أن بعضهم كان قد تم إطلاق سراحهم منذ بضع سنوات.