انقسم اليمنيون بين منتقد للعمل بسبب ركاكته وموضوعه وتوقيته، وبين من يؤيده لمجرد أنه جاء من أيوب طارش.
أول من أشعل هذا الجدل الأكاديمي اليمني قائد غيلان، والذي كتب منشوراً مطولاً على صفحته في فيسبوك، يهاجم فيه الفنان أيوب طارش بشكل مباشر ويسقط عليه الكثير من الأوصاف التي تتعدى حدود النقد الفني، بحسب البعض، وهو الأمر الذي استفز جمهور الفنان ليطلقوا بالمقابل "حملة" للرد على الرجل، فأيوب طارش هو إحدى القامات اليمنية الوطنية التي قدمت الكثير لليمن وباعتقادهم أنه بات في موقع "لا يجب الاقتراب منه".
تطور الأمر وتحول اسم أيوب طارش إلى ترند على مواقع التواصل وذهب محامون يمنيون وسياسيون للحديث عن نيتهم رفع دعوى قضائية ضد الأكاديمي غيلان بسبب إساءته اللفظية للفنان أيوب فارس.
كتب وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان على صفحته في فيسبوك": "رائحة حقد رهيبة تملأ جوف قائد غيلان على الفنان أيوب بسبب أغنية جديدة على الوحدة وعلى الجمهورية، القراءة والنُّطق السليم دلالةٌ على ثقافة وقراءة وحفظ للشعر، ولا أحد من مطربي اليمن ينطق الشعر الفصيح مثل أبوبكر سالم وأيوب طارش والمرشدي".
وأوضح الرويشان أن "الفنان علي بن علي الآنسي مات قهراً ومات الفنان علي عبد الله السّمه قتلاً وهناك من يريد اليوم موت الفنان أيوب طارش بالسكتة القلبية، وهي مزيجٌ من القهر والقتل معاً!".
في المقابل، ذهب البعض إلى اعتبار ما تعرض له الفنان أيوب طارش يوضع في سياق النقد كونه فناناً وشخصية عامة لكل الناس، ومن بينهم الصحافي اليمني عبد الرحمن بجاش والذي كتب: "أيوب، حق الناس جميعاً، المحبين، والكارهين، والناقدين، وأصحاب الرأي، يعني أنه ليس مقدساً، من حق غيلان أن يقول رأيه في كل ما يقدمه للناس، بشرط واحد وحيد أن لا يمس كرامته الشخصية وبالمطلق، وبالمقابل لكم أن تعلقوا تعقبوا على ما قاله عن أيوب وأن لا تمس كرامته".
ولعل أكثر ما أغضب اليمنيين هو شعورهم بأن الاستهداف المباشر لأيوب طارش هو انعكاس ونتاج مواقفه الوطنية وأعماله التي خلدت أبرز محطات اليمن التاريخية بدءاً من ثورات اليمن ضد حكم الإمامة منذ ستينيات القرن الماضي، مروراً بالوحدة اليمنية، وليس انتهاءً بأعماله الفنية الأخرى التي شكلت الوجدان اليمني وارتبط بها الناس في حياتهم أكثر من أي شيء آخر".
وأرجع البعض أهمية أغنية أيوب الجديدة وما صاحبها من جدل إلى حساسية موضوعها وتوقيتها ومناسبتها، وقال الشاعر عامر السعيدي إن ذلك موقف "يفترض أن يشعر الجميع معه بالحرج بدلاً من التقعر الذي أخذ الجميع بعيداً عن الهدف ودفع البعض للتنطع والاستعراض والتنمر على صوت طالما ارتوى من فيضه اليمن".
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل الجديد لأيوب طارش جاء بعد أعوام من توقفه عن إنتاج الأعمال الفنية ومعاناته في ظل الإهمال الرسمي له، رغم مناشداته المتكررة لإنقاذ حالته الصحية دون فائدة، باستثناء تجاوب يتيم نفّذته الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بالتكفل بمنحة علاجية له في تركيا قبل أكثر من عامين، إلى جانب إقامة حفل تكريم له في إسطنبول.