جاء ذلك في كلمة له بمناسبة العيد الخامس والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية، 22 مايو، حيّا فيها في الشعب اليمني تحية المقاومة والصمود، وتحية الجمهورية والوحدة.
وقال الشيخ المخلافي إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة لم تكن شأنًا سياسيًا نخبويًا، بل كانت عقيدةً راسخةً في وجدان كل اليمنيين، وجاءت محصلةً لجهودِ وتضحياتِ وإسهاماتِ كلِّ أبناءِ الوطن طيلة العقود التي سبقت العام ألف وتسعمائة وتسعين.
وأضاف رئيس المجلس أن اليمن يمر منذ عقد من الزمان بامتحان صعب، جراء جريمة الانقلاب على السلطة الشرعية وعلى الإجماع الوطني. مشيرًا إلى أن جريمة الانقلاب "جلبت معها الحروب والويلات والخراب والدمار، ومسَّتْ الثوابت الوطنية وهدَّدَت الإنجازاتِ العظيمةَ التي حققها شعبُنا، وفي طليعتها التحررُ والتغييرُ والانعتاقُ والنظامُ الجمهوري والوحدة".
وأوضح الشيخ المخلافي أنه بعد أكثر من عشر سنواتٍ من الحرب، لا يزالُ الانقلابيون يعرضونَ اليمنَ لخطر استمرار الفوضى والخراب ويجلبون الحروب ويتسببون في تدمير مقدرات الدولة والوطن، وهدفهم الأساسي مواصلةَ الانقلاب على إرادة الشعب، والتّملصَ من الالتزامات والمرجعيات والهروب من السلام، بافتعال المزيد من الحروب ودورات العنف وتخريب القيم المشتركة لأبناء الشعب اليمني.
وشدد الشيخ المخلافي أن مقاومة الانقلاب هي واجب وطني، لافتاً إلى أن "عدم قيام الشرعية بواجب استعادة نفوذها ودحر الانقلابيين وإعادة الأمور إلى نصابها، لا يعود إلى قلة الرجال أو الإمكانيات أو الصلاحيات"، مضيفًا أن "الرجال حاضرون، والامكانيات متاحة إذا تم تفعيلً المواردِ بدلاً من تعطيلها، وذلك يتطلب بالضرورةِ التّخلصَ من المشاريع العبثية، والتحررَ من الإملاءات الأنانية التي حالت وتحولُ دونَ استغلالِ مواردنا المعطلة.
وقال رئيس المجلس في كلمته، "لقد أثبتت المقاومة أنها السياج المنيع والعنوان الأكبر للتضحية من أجل الوطن، فقد حملت على عاتقها مهمة ملئ الفراغ الذي سببه غياب الدولة بعد واحدْ وعشرينْ سبتمبر ألفين وأربعةَ عشَر، حينما قررت خوض المواجهة المصيرية بأقل الإمكانيات ضد الانقلابيين المتسلحين بإمكانيات الدولة العسكرية والمالية المنهوبة".
وأكد أن المقاومة التي يتشرف المجلس الأعلى بحمل لوائها، لتعاهد أبناء شعبنا بأنها ستمضي قدماً بواجب الدفاع عن الجمهورية والدولة، في صف واحد مع الجيش والقوات المسلحة، وكل المناضلين"، وكلنا إصرار وإرادة لا تلين وتمسك قوي بهدف إنهاء الانقلاب واستعادة نفوذ الدولة، وعدم المهادنة مع المشاريع التي تهدد الوضع القانوني والتاريخي للجمهورية اليمنية.
وبيّن الشيخ المخلافي أن المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية يمضي بثباتٍ في طريقه الواضح والمعلن، وسيواصل العمل من أجل حشد الجهود الوطنية المخلصة والتوجه نحو هدف تحرير الوطن من الانقلابيين الحوثيين وإعادة الأمور إلى نصابها واستعادة روح الشراكة الوطنية وفق الأسس المتفق عليها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية أن السلام لا يأتي إلا بحقه، وقد أتضح للجميع بأن التنازل والتفريط لم يجلبا السلام بل شجعا الانقلابيين وجلبا لهما المزيد من المصالح والإمكانيات.
وختم الشيخ المخلافي كلمته بالتأكيد على أن استمرار التشظي والتأخير في بناء جبهة وطنية موحدة لا ترتهن لأي طرف، لا يمكن تعويضه بالادعاءات الفارغة من المضمون حول وحدة الصف الجمهوري، فالاصطفاف يعني صدقاً في الالتزام وتحرراً من الأجندات وتسخيراً لكل الإمكانيات لصالح معركة الخلاص، وتحقيقاً لأهداف استعادة عاصمتنا الحبيبة صنعاء، وضمان رسوخ وديمومة نظامنا الجمهوري الديمقراطي.