وأوردت الدراسة عدد من العوامل والتداعيات التي دفعت جماعة الحوثي إلى إطلاق الطائرات المسيَّرة والصواريخ باتِّجاه شمال البحر الأحمر، وتبنِّي تلك العمليات والإفصاح عنها.
وأشارت الدراسة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتجية ان معركة "طوفان الأقصى" مثلت فرصة ذهبية للحوثيين لتحقيق اعمال دعائية وتسويق خطابهم الديماغوجي فضلا عن الهروب من الضغوطات الشعبية وصرف انتباه اليمنيين عن فشلهم في توفير الاحتياجات، وفي المقابل انتهزت الجماعة أحداث غزَّة لفرض المزيد مِن الجبايات والإتاوات على التجُّار والسكَّان في مناطق سيطرتها.
وأضافت الدراسة أن جماعة الحوثي حرصت على أن تتجاوز بهذه العملية السلطة الشرعية وبقيَّة القوى اليمنية، وأن تقدِّم نفسها على أنَّها القوة المهيمنة التي تُمثِّل الشعب اليمني محاولة بذلك كسب شرعية داخلية وإقليمية في الوقت الذي تحرص أن تقدِّم نفسها على أنَّها مكوِّن مهم فيما يُسمَّى "محور المقاومة".
وترى الدراسة أنه مِن المتوقَّع أن يترك الحدث الجاري في غزَّة جملة مِن التداعيات التي قد تضيف الكثير مِن التعقيد للصراع الدائر في اليمن، والتوتُّرات القائمة في المنطقة.
كما رجحت الدراسة على نحو كبير أن توظِّف جماعة الحوثي هذا الحدث للدفع بالبلاد نحو جولة جديدة مِن الحرب، مِن خلال التحشيد واختلاق الأعذار بأنَّ هناك أطراف خارجية تحرِّك الأطراف الداخلية المناؤة لها بما يشغلها عن مهاجمة إسرائيل فضلا عن إمكانية حدوث مجاعة واسعة اذا ما اندلع اشتباك واسع في المنطقة، وخاصَّة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، مكوناً تداعيات كارثية على اليمن، حيث ستتقلَّص فرص استيراد المواد الغذائية.