المحلل السياسي ياسين التميمي: اجتماع طارق صالح وعيدروس في الإمارات يبعث برسائل خطيرة

أيلول/سبتمبر 19, 2024

قال المحلل السياسي ياسين التميمي إن الاجتماع الذي جمع طارق صالح عيدروس الزبيدي في الرياض يأتي في سياق مشهد مضطرب -على الأقل- على المستوى الجنوبي، وهذا الاضطراب ليس فوضويا وليس عبثيا، فهناك ما مثلا البحسني شق طريقا مختلفا، ودخل في صدام مع مجلس القيادة الرئاسي على خلفية مظلمة حضرموت ومطالب حضرموت إلى آخره".

وأضاف: "هناك أيضا اجتماع للوجاهات القبلية في ساحل حضرموت، الذي يطالب بأن لا يكون التجنيد خارج النخبة الحضرمية، ويطالب بفرض السيطرة الأمنية والعسكرية للنخبة الحضرمية على كامل حضرموت".

وأوضح: "هذه الأمور بطبيعة الحال تشير بشكل أو بآخر إلى أن هناك مشاحنة إقليمية، أو هناك تصادم وصراع نفوذ، وكل طرف يستخدم أدواته ورصيده من النفوذ؛ إما عبر أعضاء مجلس القيادة الرئاسي التابعين له، أو عبر التشكيلات المسلحة التي يدفع مرتباتها ويتحكم بقرارها العسكري، أو عبر المجتمع نفسه الذي يخضع بشكل أو بآخر لحالة من حالات الاستقطاب الراهنة".

وتابع: "رئيس المجلس الانتقالي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية يمثلان تشكيلات صُنعت في الإمارات، وموُلت من قِبل الإمارات، والإمارات هي التي حددت أهدافها السياسية وأجندتها، ووضعت حدودها حتى الجغرافية، وهذا الاجتماع يثير الكثير من علامات الاستفهام".

وأردف: "هذان الطرفان، أعتقد أنهما في حالة تكامل واضح، إن لم يكن تكاملا على مستوى الأهداف، فهناك تكامل تفرضه المرجعية المشتركة الصارمة للإمارات".

وأكد أن "هناك مرجعية مشتركة صارمة للإمارات على المجلس الانتقالي والمكتب المجلس السياسي للمقاومة، ولا يستطيع أيٌ منهما التصرف داخل المساحة المتاحة له إلا بالتنسيق مع الإمارات، ووفقا لأولويات الإمارات".

ويرى أن "هذا الاجتماع بمثابة رسائل إقليمية بشكل أو بآخر، فالطرفان يخدمان أجندة مشتركة وواحدة، لذا فإن هذا الاجتماع الهدف منه إعطاء رسائل خطيرة، وأخطر دلالاتها أنه لا مكان للمرجعية الجامعة للشعب اليمني، وهي السلطة الشرعية التي يفترض أن هذين الرجلين جزءٌ منها".

وقال: "التصرف وفق مصلحة الدولة اليمنية يقتضي التحرك ضمن الإطار المشترك، الذي هو مجلس القيادة الرئاسي".

وأضاف: "أن يجتمع اثنان من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي؛ للبحث في قضايا ثنائية لا علاقة لمجلس القيادة بها، هذا يعني أن هناك توجها من قِبل المؤثر الإقليمي الثاني بعد المملكة العربية السعودية لإعادة توظيف الاتباع السياسيين على الساحة اليمنية، وهذه الفسيفساء السياسية التي تتوزّع على الخارطة اليمنية بما لا يخدم المصلحة المشتركة للشعب اليمني".

وأوضح: "عندما يقف طارق صالح في جهةٍ ما وعيدروس الزبيدي في الجهة الأخرى فإن الانعكاس الميداني المباشر هو لمنطقة جغرافية مجزأة".

وتابع: "أعتقد أنه لا توجد خلافات بين عيدروس الزبيدي وطارق صالح، والخلافات الميدانية الناشئة هي لها علاقة بإعادة توزيع المصالح في باب المندب، فهناك مهربون محسوبون على الانتقالي، وهناك قوات محسوبة على طارق".

وأردف: "المهربون يتملصون من سيطرة قوات طارق صالح لكي يواصلوا عملية التهريب، وهذا أمر يروق ربما للمجلس الانتقالي، عدا ذلك أنا أعتقد أن هناك توافقا سياسيا كاملا؛ لأن تشكيل ما يسمى بالمقاومة الوطنية في الساحل الغربي هو نتاج توافق مشترك".

وزاد: "المجلس الانتقالي بدعم من الإمارات يطمح في تحقيق ما يسمى باليمن الجنوبي، أو استعادة الدولة الجنوبية، فذهب إلى حضرموت واصطدم بالإرادة السياسية السعودية، التي أنتجت ما يسمى بمجلس حضرموت الوطني، الأمر الذي شكّل أكبر صدمة للمجلس الانتقالي".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال في أجندتها تمكين جماعة الحوثي وجعلها لاعبا سيئا طائفيا في المشهد اليمني، وقد بنيت سياستها منذ عام 2000 على أساس حقن المشهد اليمني بهذا اللاعب الطائفي المرتبط بإيران، وهذه سياسة أمريكية لم تتغيّر حتى هذه اللحظة، وهذا الأمر لا يمكن أن تغيّره إلا الإرادة الوطنية التي بدأت تشعر بكارثية تمكين جماعة الحوثي من المشهد اليمني ومن القرار اليمني".

واعتبر أن "هناك خديعة تمارسها الإدارة الأمريكية، وأن هذا النوع من الدعوات، التي دعا لها السفير الأمريكي بتوحيد المكونات لمواجهة الحوثي، فيها مراوغة إلى حد كبير"، مؤكدا أن "مواجهة الحوثي لن تكون من خلال التنسيق بين المكونات، وإنما من خلال دعم السلطة الشرعية كمكون الجميع".

 

Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro