وأضاف: "الحوثيون اليوم يعيشون حالة من القلق والاضطراب، لذا نلاحظ التناقض حتى في تصريحاتهم، سواء كانت التصريحات الدعائية الإعلامية، أو التهديدات التي يرسلونها ما بين الفينة والأخرى لدول الجوار.
وتابع: "قبل أيام قلائل، ناقشنا تصريحا للقيادي الحوثي، حسين العزي، الذي قال فيه إن هناك تفاهمات بين صنعاء والرياض، وإحراز تقدم في مجال خارطة الطريق، واليوم نلاحظ خطاب المشاط، وهو يكيل التهم للمملكة العربية السعودية ودول الجوار، إنها تتآمر، وهذا يدل على حالة الاضطراب العميق، والقلق والتوجس من الآتي".
وأردف: "عند قراءة المشهد الدولي اليوم، فإن حتى وإن قدّم الحوثيون تنازلات في مسألة البحر الأحمر، فإن هذه التنازلات أصبحت اليوم غير مقبولة حتى خارطة الطريق، بالرجوع إلى تصريح المندوب الأمريكي لليمن، تيم ليندركينج، عندما قال خارطة الطريق لم تعد صالحة، ولم تعد مطروحة على الطاولة".
وزاد: "حتى الحوثيون اليوم لو قدموا بعض التنازلات في البحر الأحمر، فإن العالم أصبح يدرك أن هذا الخطر قائم؛ لأن ما يقوم به الحوثيون، هم ينتهجون نفس أسلوب إيران فيما يتعلق بالمناورات، واستباق الأحداث، بتقديم التنازلات".
وقال: "خلال الأيام، التي مضت كان هناك حراك إيراني، وزيارات متعددة للمملكة، أولها زيارة وزير الخارجية الإيراني، على أساس أنه أعطى إيحاءات للمملكة أن تحيي خارطة الطريق، لكنه لم يجد استجابة، على الإطلاق، لذا الحوثيون اليوم يحاولون التقرب إلى المجتمع اليمني في الداخل عن طريق التلميحات والتصريحات أنهم بصدد دراسة، وإعادة النظر في مسألة رواتب الموظفين، وهذه كلها دغدغة للمشاعر، واستباق للأحداث؛ لأنهم يتوقعون أن دورهم آتٍ لا محالة".
وأضاف: "مسألة الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية، فإن خطرها، الذي استفحل، ليس على الدول، التي عاشت الفوضى والفساد والاحتراب والقتل، كلبنان واليمن وسوريا والعراق، بل أصبحت هذه المليشيات مهددة، وخطر على السلام العالمي كليا".