وفي كلمتها التي لاقت تفاعلًا واسعًا، قالت كرمان إن العالم يعيش مفارقة صارخة، حيث تسود في بعض الدول حالة “اللاحرب” دون أن يعني ذلك وجود سلام حقيقي، مشددة على أن “الاستقرار القائم على التمييز والفقر والاحتلال ليس سلامًا، بل خدعة مميتة”.
واعتبرت أن السلام الدائم لا يُمنح، بل يُبنى على أسس الحرية، والعدالة الانتقالية، والتنمية، ومحاسبة المجرمين، موضحة أن “صمت المجتمع الدولي عن الجرائم، وتسوية النزاعات على حساب الضحايا، أدى إلى مكافأة الأنظمة القمعية، وترك الشعوب تواجه مصيرها منفردة”.
وفي معرض حديثها، سلطت كرمان الضوء على معاناة النساء والأطفال في مناطق النزاع، مؤكدة أن النساء لسن مجرد ضحايا بل “شريكات في صناعة السلام”، داعية إلى تمكين المرأة سياسيًا ومنحها الدور القيادي في مسارات الحل.
وأعربت كرمان عن قلقها حيال التراجع الخطير في الحريات، حتى في بعض الديمقراطيات الغربية، وقالت إن “حرية الصحافة وحرية التعبير تتعرض لهجوم شرس وممنهج”، مضيفة: “في زمن الحروب والظلم، يصبح الصمت خيانة، والتخاذل شكلًا من التواطؤ”.
وتطرقت كرمان إلى دور الأمم المتحدة، منتقدة ضعفها البنيوي وتخاذلها عن مواجهة المجرمين، ومشيرة إلى مثال ميليشيا الحوثي، التي وصفتها بـ”مجرم حرب”، بينما تُعاملها المنظمة الدولية كطرف سياسي شرعي، وهو ما عدّته انحرافًا خطيرًا عن المبادئ التي أنشئت المنظمة من أجلها.
ودعت كرمان إلى إصلاح شامل في بنية الأمم المتحدة، وتحويلها إلى مؤسسة تمتلك صلاحيات فعلية لحماية السلم الدولي ومحاسبة المنتهكين، مؤكدة أن “السلام لا يتحقق بشعارات فارغة، بل بإرادة صادقة ترفض الظلم أينما كان”.
وختمت كلمتها برسالة إلى شعوب العالم:
“كونوا شركاء في النضال من أجل الحرية والكرامة… دافعوا عن ديمقراطيتكم، وساندوا المظلومين، لأن فقدان حرية التعبير هو بداية سقوط العالم الحر.