وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب بررت طلبها بزيادة وتيرة إطلاق الصواريخ من اليمن نحو إسرائيل، إلى جانب ما وصفته بـ «تصاعد الهجمات العنيفة على السفن في البحر الأحمر».
وخلال الأيام الماضية، نفذ الحوثيون هجمات أسفرت عن إغراق سفينتين وخطف عدد من البحارة، فضلًا عن مقتل 60 شخصًا في الهجوم الذي استهدف سفينة «إيترنيتي سي» مساء الإثنين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اعتراضه أكثر من صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية باتجاه إسرائيل.
كما أعلنت ميليشيا الحوثي، الخميس، تنفيذ «عملية عسكرية نوعية» استهدفت مطار بن غوريون قرب تل أبيب بصاروخ باليستي من طراز «ذو الفقار».
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من اتفاق توصلت إليه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو الماضي لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بوساطة عمانية، من دون تنسيق مع إسرائيل، ما أثار حينها امتعاض تل أبيب.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن تل أبيب ترى في تكثيف هجمات الحوثيين — سواء على السفن التجارية في البحر الأحمر أو باتجاه مدنها — تهديدًا مباشرًا لأمنها، يتطلب تحركًا أميركيًا عاجلًا لإعادة بناء الردع.
وفي المقابل، يراقب محللون يمنيون وإقليميون بقلق هذا التصعيد، محذرين من أن توسع رقعة الصراع ليشمل ضربات أميركية جديدة في اليمن قد يعمق الكارثة الإنسانية ويعيد خلط الأوراق في الحرب المستمرة منذ نحو عقد.
كما اعتبر مراقبون أن تهديد الحوثيين بـ«توسيع الهجمات » ضد السفن المرتبطة بإسرائيل يمثل تطورًا نوعيًا في أسلوب استهداف المصالح الإسرائيلية خارج مسرح الحرب المباشر، وينذر بفتح جبهات جديدة تعرقل خطوط التجارة العالمية، في وقت تواصل فيه أسعار الشحن البحري والضمانات التأمينية الارتفاع بسبب المخاطر المتزايدة في البحر الأحمر.
ولم يصدر حتى اللحظة أي رد فعل أميركي رسمي على الطلب الإسرائيلي، في ظل انشغال إدارة البيت الأبيض بمحاولات احتواء الأزمات المتعددة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة وتداعياتها على استقرار الإقليم.