وقال غروندبرغ، في إحاطة أمام مجلس الأمن، إن الاضطرابات الإقليمية ما زالت تقوّض فرص إحلال السلام والاستقرار في اليمن، مشدداً على ضرورة اتخاذ تدابير استباقية وبراغماتية تمهّد الطريق نحو تسوية سياسية.
وأوضح أن أولوياته الثلاث تتمثل في دعم خفض التصعيد على خطوط المواجهة، وإرساء مسار محادثات وفق خارطة الطريق، ومواصلة العمل مع الإقليم والمجتمع الدولي لدعم استقرار اليمن.
وأعرب المبعوث الأممي عن قلقه إزاء الهجوم الكبير على جبهة العلب في محافظة صعدة، وتعزيز المواقع العسكرية حول مدينة الحديدة، معتبراً أن هذه التطورات تؤكد الحاجة إلى تهدئة فعّالة.
وأشاد بالدور الحيوي للجنة التنسيق العسكري التي تيسّرها الأمم المتحدة في التحضير لوقف شامل لإطلاق النار.
وفي الشأن الاقتصادي، رحّب غروندبرغ بالتقدّم في فتح الطرق، بما في ذلك الطريق بين البيضاء وأبين، وحث على مزيد من الخطوات لتسهيل حركة المواطنين والتجارة.
كما أشاد بالإجراءات التي اتخذها البنك المركزي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لمعالجة تراجع العملة واستقرار أسعار السلع الأساسية، محذراً في الوقت نفسه من القرارات الأحادية التي تعمّق الانقسام الاقتصادي، مثل إصدار جماعة الحوثي عملات معدنية وورقية جديدة، ما يفاقم تجزئة الريال اليمني.
على الصعيد الإقليمي، دعا المبعوث الأممي إلى الامتثال لقرارات مجلس الأمن بشأن حظر الأسلحة، مشيراً إلى ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة قبالة البحر الأحمر (كان في طريقها إلى الحوثيين).
كما شدّد على ضرورة وقف الضربات ضد السفن المدنية، والهجمات الصاروخية على إسرائيل، وما تلاها من هجمات إسرائيلية على اليمن، محذراً من أن هذه التطورات دمّرت بشكل شبه كامل مرافق موانئ الساحل الغربي ووضعت ضغطاً هائلاً على البنية التحتية الحيوية.
وبمناسبة اليوم الدولي للشباب، أكد غروندبرغ على أهمية تمكين الشباب للمشاركة في صنع مستقبل اليمن، مجدداً الدعوة للإفراج الفوري وغير المشروط عن 23 موظفاً من الأمم المتحدة وآخرين من منظمات غير حكومية ومجتمع مدني وبعثات دبلوماسية، واصفاً استمرار احتجازهم بأنه أمر غير مقبول.
واختتم المبعوث الأممي إحاطته بالتأكيد على أن التوصل إلى حل مستدام للأزمة اليمنية ليس ممكناً فقط، بل ضرورة ملحّة، موجهاً الشكر لمجلس الأمن على دعمه المستمر للجهود الأممية.
