وذكرت المصادر أن عملية الاقتحام نُفّذت بواسطة عناصر ملثمة ترافقها فرق نسائية، قامت بتفتيش هواتف الموظفين وأجهزتهم المحمولة، قبل أن تصادر بعضها وتعيد أخرى بعد إجبار الموظفين على توقيع تعهدات خطية.
ونصّت التعهدات على التزامهم بعدم تداول أي معلومات، والتجاوب مع استدعاءات الأمن والمخابرات الحوثية، إلى جانب عدم السفر خارج اليمن إلا بإذن مسبق من المخابرات.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أدان بشدة هذه الممارسات، واعتبرها انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية التي تكفل الحصانة والحماية لموظفي المنظمات الأممية، مطالباً بالإفراج الفوري عن المحتجزين وضمان سلامة عمل البعثة في اليمن.
وشملت الاقتحامات مكاتب برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في صنعاء، في خطوة تأتي وسط تشديد الجماعة لإجراءاتها الأمنية بعد استهداف رئيس وزرائها وعدد من أعضاء حكومتها في غارة إسرائيلية.
وتُعد المداهمات أحدث حلقة في حملة طويلة يشنها الحوثيون ضد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتهم، حيث سبق أن احتجزوا العشرات من موظفي الأمم المتحدة وموظفين مرتبطين بالجمعيات الإنسانية والمجتمع المدني، ما دفع الأمم المتحدة إلى تعليق عملياتها في محافظة صعدة شمال اليمن بعد احتجاز ثمانية من موظفيها في يناير الماضي.
وتأتي هذه التطورات بعد مقتل رئيس الوزراء الحوثي أحمد الرهوي وعدد من وزرائه في غارة إسرائيلية يوم الخميس، وذلك عقب هجوم صاروخي شنّته جماعة الحوثي على إسرائيل في 21 أغسطس، وهو أول هجوم بصواريخ عنقودية منذ عام 2023.
وذكرت المصادر أن الغارة الإسرائيلية استهدفت اجتماعاً حكومياً روتينياً لتقييم أداء الحكومة، وأسفرت عن مقتل خمسة وزراء على الأقل وعدد من المسؤولين الكبار.
في السياق، أدانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بأشد العبارات ما وصفتها بـ”الحملة المسعورة” التي تشنها مليشيا الحوثي ضد موظفي الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها، والتي طالت خلال الساعات الماضية مقرات المنظمات الأممية في العاصمة المختطفة صنعاء وعدداً من المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة المليشيا.