وأفادت المصادر بأن الجماعة لم تتجاوز بعد صدمة الهجوم، وأنها لا تزال عاجزة عن فهم الكيفية التي مكّنت تل أبيب من رصد الاجتماع وتحديد موقعه بدقة، مشيرة إلى أن الحوثيين أخلوا عدداً من المباني التي كانوا يستخدمونها كمخابئ سرية جنوب صنعاء، معظمها صودرت من معارضين سياسيين عقب انقلابهم على الحكومة الشرعية.
وأضافت المصادر أن الحوثيين وجّهوا أسر قياداتهم باستخدام الأدوار الأرضية في مساكنهم تحسباً لضربات جوية جديدة، كما أمروا عدداً من المدارس والجامعات الخاصة في بعض المناطق بإخلاء الطلاب قبل منتصف النهار للأسباب ذاتها.
مصادر أمنية نقلت عنها الشرق الأوسط أكدت أن الجماعة كثفت حملة اعتقالات طالت موظفين مدنيين وعسكريين، إضافة إلى عاملين مع الأمم المتحدة وسكاناً يقطنون قرب الموقع المستهدف. ورغم ذلك، لم يتمكن الحوثيون من كشف الطريقة التي تمكّنت بها إسرائيل من تحديد موعد ومكان الاجتماع، في ما اعتبره مراقبون اختراقاً أمنياً غير مسبوق.
وتضمنت المراجعات الأمنية العودة لاستخدام الأدوار الأرضية في مؤسسات حكومية مثل الهيئة العامة للطيران المدني ووزارة النفط وبعض المباني التابعة للبعثات الدبلوماسية المغلقة والمستشفيات والفنادق، باعتبارها أماكن تضم تجمعات مدنية يصعب استهدافها.
وفي سياق متصل، أفادت أنباء باعتقال الحوثيين طه الصنعاني ـ المعروف أيضاً باسم طه السفياني أو “أبو راغب” ـ وهو المسؤول عن التواصل المباشر مع الوزراء وترتيب الاجتماعات اللوجستية. ووفقاً للباحث اليمني المقيم في الولايات المتحدة محمد الباشا، فإن الصنعاني يُعد شخصية محورية داخل مجلس وزراء الحوثيين، ما يمنحه وصولاً مباشراً إلى كبار صانعي القرار.
ورجّح الباشا أن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من تتبع اتصالاته أو مراقبة هاتفه لتحديد موعد ومكان الاجتماع، مستبعداً فرضية تجنيده المباشر نظراً لولائه المعروف للجماعة وعضويته الطويلة فيها.
ويؤكد مراقبون أن اعتقال الصنعاني يعكس القلق البالغ داخل صفوف الحوثيين، الذين يسعون لفهم طبيعة الاختراق الأمني الذي سمح لإسرائيل بتنفيذ ضربة نوعية بهذا الحجم، استهدفت قلب هرمهم السياسي والإداري. 






 
				 
				
				
								 
				
				
								 
				
				
								



