وأوضح دشيلة أن الحوثيين منذ بدايتهم اتبعوا استراتيجية ممنهجة لإخضاع المجتمع، بدأت بإقصاء الرموز القبلية التي يمكن أن تشكل عائقاً أمام مشروعهم، ثم انتقلوا إلى اعتقال السياسيين وقادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وصولاً إلى إسكات الأكاديميين والمفكرين وكل صوت حر قادر على التعبير عن رأيه.
وأشار إلى أن الجماعة دخلت اليوم مرحلة خطيرة، تستهدف فيها الرموز المدنية والأكاديمية، حتى أولئك الذين كانوا يتعاملون معها بوساطات أو مساعٍ للحوار، مؤكداً أن اعتقال رجل أكاديمي مسن تجاوز الثمانين من عمره، يعاني من المرض، هو دليل على فقدان الجماعة السيطرة واتجاهها نحو العنف الأعمى.
وأضاف دشيلة أن هذا التصرف يعكس غياب أي إسناد شعبي حقيقي للمليشيا، التي تعتمد فقط على القوة والقمع لإخضاع الناس، مشيراً إلى أن العديد من السياسيين وزعماء القبائل يعيشون تحت الإقامة الجبرية في صنعاء والمناطق الأخرى، ولا يُسمح لهم بالمغادرة إلا بإذن مسبق.
واختتم بالقول إن اعتقال الأكاديميين والمفكرين يؤكد سقوط المليشيا الحوثية أخلاقياً وسياسياً، بعد أن فقدت احترام القواعد العرفية للمجتمع اليمني، وبدأت تهاجم كل من تبقى من رموز الفكر والحوار.










