وقال حزام إن قرب اليمن من منطقة العفر يجعل البلاد ضمن نطاق التأثر المباشر، خصوصاً في فترات الجفاف وغياب الأمطار حيث تنتشر ظاهرة الترسيب الجاف للمواد البركانية.

وأوضح حزام أن الآثار المباشرة للترسيب الجاف تشمل تضرر الغطاء النباتي والمحاصيل الزراعية نتيجة تراكم الرماد على أوراق النباتات، مما يعيق التمثيل الضوئي ويسبب تلفاً واضحاً في الأوراق، وهو ما يهدد محاصيل رئيسية مثل البن والحبوب والخضروات، ويؤثر على الأمن الغذائي في البلاد.

وأشار إلى أن الرماد المتساقط يلوث المراعي، ما يؤدي إلى احتمال تسمم الماشية نتيجة ابتلاع الأعلاف الملوثة بعناصر خطرة مثل الفلور والزرنيخ، إضافة إلى تلوث خزانات تجميع المياه والآبار السطحية وزيادة عكارة المياه ومستوى المواد الصلبة فيها.

كما نبه حزام إلى المخاطر الكيميائية للغازات البركانية، حتى في غياب الأمطار، حيث يؤدي تفاعل غاز SO₂ إلى تكوين هباءات كبريتية تسبب ضباباً دخانياً حامضياً يقلل من الرؤية ويخفض جودة الهواء. ويتسبب الترسيب الحمضي الجاف في تآكل المباني والمنشآت، وزيادة حموضة التربة وتغيير خصائصها الكيميائية.

وأكد المختص البيئي أن الانبعاثات البركانية تحمل مخاطر صحية مباشرة نتيجة تهيج الجهاز التنفسي والعينين لدى السكان، خاصة على طول مسارات السحب البركانية.

وفيما يتعلق بالموارد المائية، أوضح حزام أن التحمض الناتج عن الترسيب الجاف أو الأمطار الحمضية قد يخفض من قيمة الـ pH في المسطحات المائية، ما يهدد الحياة المائية ويؤدي إلى نفوق الأسماك والبرمائيات، وبالتالي اضطراب التوازن البيئي في تلك المناطق.

واختتم حزام بدعوة الجهات البيئية اليمنية إلى مراقبة مستويات الغازات والرماد، واتخاذ إجراءات لحماية السكان والمزارعين والماشية، واستباق آثار أي نشاط بركاني قد يتفاقم خلال الفترات القادمة.

وتشهد عدة محافظات يمنية موجة واسعة من الغبار والرماد البركاني، قادمة من إثيوبيا، بعد انفجار بركان هايلي غوبي.

وبحسب مراكز الرصد الجوي فقد ساهمت الرياح النشطة في نشر الرماد وغاز ثاني أكسيد الكبريت عبر البحر الأحمر، وتأثرت محافظات الحديدة وإب وذمار وصنعاء، والمناطق الساحلية والوسطى، قبل أن تمتد شرقا نحو حضرموت.