وبعد نحو عام على وفاة أخيهن في البئر ذاتها التي يعتمد عليها السكان في الحصول على مياه الشرب، حيث تتضاعف معاناة السكان مع ندرة الأمطار التي تأخر هطولها هذا العام. سكان القرية الهادئة التي تبعد 30 كيلومتراً عن مدينة إب عاصمة المحافظة فجعوا بغرق ثلاث شقيقات أعمارهن بين الـ 6 و13 عاماً حين كن يحاولن تعبئة جرارهن بالمياه من البئر الوحيدة في القرية بعد جفاف معظم آبارها.
وقال اثنان من السكان إن القرية هرعت إلى المكان في محاولة لإنقاذ الضحايا الثلاث لكن لم يتمكنوا من إخراجهن إلا جثثاً هامدة.
وتقول شافيه الخطيب وهي إحدى النساء التي تعيش في ريف مدينة تعز: «ننام باكراً ونستيقظ باكراً نعمل علي مدار اليوم في العجين والخبز والطهي والفلاحة وغيرها إلا أن ما يتعبني فعلاً الذهاب إلى السُد لتعبئه الماء، أصبت لفترات بآلام في الظهر مما اضطرني لأن تذهب ابنتي لجمع الماء ولكن جسدها الصغير لا طاقة له بتحمل ذلك، مما جعلني أقسي على نفسي وأتحمل آلام ظهري لتوفير المياه للمنزل».
هذه الحادثة تزامنت وتأكيد تقرير حديث للبنك الدولي على أن النساء يدفعن الكلفة الكبيرة للصراع وأن النساء في الأرياف حيث يعيش 70 في المئة من السكان الأكثر تضرراً من الصراع ويتحملن مشقة جلب المياه للطباخة والشرب من مسافات بعيدة، إذ تتحمل المرأة في الريف مسؤوليات متعددة في ظل حياة خالية من أبسط الخدمات.