وقالت البعثة الأممية في بيان إنها "تسعى للوصول إلى مواقع النشاط العسكري الأخير في الحديدة للتأكد من الوضع ولتمكين تنفيذ أفضل لاتفاق الحديدة لصالح السكان المحليين".
وطلب رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال الهندي "أبهيجيت غوها"، منح البعثة الأممية حق الوصول إلى الأماكن التي وقعت فيها خسائر مدنية أو أضرار في البنية التحتية، مشيراً إلى وجود البعثة في مناطق سيطرة الشرعية بالجانب الآخر من الحديدة.
وأردف غوها، أنه إذا تسنى للبعثة الأممية الوصول إلى المواقع العسكرية ستكون قادرة على دعم تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل أفضل ما سيحد من العنف والتأثير على المدنيين.
وبحسب البيان، رد ممثل الحوثيين في لجنة تنسيق إعادة الانتشار علي حمود الموشكي على طلب غوها باقتراح إنشاء منطقة منزوعة السلاح.
وتأتي هذه التصريحات بعد تجدد المواجهات المسلحة إثر محاولة مليشيا الحوثي التقدم إلى مناطق سيطرة القوات المشتركة جنوب الحديدة، إلا أن بيانات البعثة الأممية تتجنب تسمية الطرف الذي خرق وقف إطلاق النار أو الإشارة للحوثيين في جميع الانتهاكات بما فيها مضايقة البعثة نفسها من التحرك في مناطق سيطرة المليشيا.
ويعود اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة إلى ديسمبر2018م عندما توصلت الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي للاتفاق عقب مشاورات جرت بالعاصمة السويدية ستوكهولم.
وقضى الاتفاق بوقف إطلاق النار وانسحاب قوات الطرفين إلى خارج المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلا أن أياً من ذلك لم يحدث حتى الان.
وبعد نجاح مشاورات ستوكهولم تشكلت البعثة الأممية بقرار من مجلس الأمن برئاسة الجنرال الهولندي "باتريك كاميرت" الذي لم يستمر طويلا وقدم استقالته بعدما عجز عن إقناع مليشيا الحوثي بتطبيق بنود الاتفاق فيما يخص الانسحاب من موانئ الحديدة وقامت بدلا عن ذلك بانسحاب صوري حيث سلمت الموانئ من عناصرها لأخرى تابعة لها ترتدي زي خفر السواحل، وهو ما رفضته الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية.
وجاء خلفاً للهولندي كاميرت الجنرال الدنماركي لوليسغارد، الذي شكل لجنة مشتركة للإشراف على تطبيق الهدنة، إلا أنه وفريقه ظلوا ممنوعين من الحركة من قبل مليشيا الحوثي التي منعت أيضاً عقد اجتماعات البعثة الأممية في المدينة لتضطر البعثة للاجتماع على متن سفينة في عرض البحر.
ووصلت مضايقة الحوثيين للبعثة الأممية حد إطلاق النار عليها، وقصف مقر اجتماعاتها بالطيران المسير، إضافة إلى توقيف واحتجاز بعض موظفي البعثة في مطار صنعاء ومصادرة حواسيبهم ومفكراتهم الخاصة ومقتنيات أخرى.
كما سبق للجنرال الدنماركي "لوليسغارد" اقتراح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في المدينة وتسليمها لقوات دولية، على غرار تجربته المماثلة في جمهورية مالي، إلا أن هذه الخطوة لم تلقَ ترحيباً من الحكومة اليمنية رغم الضغوطات التي مارستها السعودية والإمارات للقبول بذلك، حيث طلب الرئيس هادي خروج الحوثيين من الحديدة وتسليمها لقوات الأمن التي كانت تتواجد في المحافظة قبل انقلاب الحوثيين، وهو ما رفضته المليشيا.