وشدد في حديثه لبرنامج "بلا حدود" لقناة الجزيرة على أن هناك دعما أميركيا للمسار الأممي المطروح من طرف المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، وأن هناك محاولة للاستفادة من أدوات الدبلوماسية الأميركية لخلق حالة من الدعم الدولي لمشروع السلم في اليمن.
أما بخصوص رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب فاعتبر أن هذا القرار الأميركي تم في جو استقطاب انتخابي حاد بين الإدارة السابقة والديمقراطيين الذي وصلوا إلى السلطة، معتبرا أن جزءا كبيرا من هذه القرارات لا يخص اليمن، بل يتعلق باستقطاب حاد ورغبة جارفة بمسح تراث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العديد من القضايا.
وأضاف الوزير أن قرار رفع اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب لم يسهم في وضع حد للحرب، بل تم فهم الرسائل بشكل خاطئ من طرفهم، ويظهر ذلك من خلال التصعيد الكبير من قبلهم تجاه السعودية وكافة الجبهات اليمنية، وكذلك موقفهم المتشدد في ملف مشاورات تبادل الأسرى، حيث لم تعد هناك مرونة، وتم وقف هذه المشاورات.
وفيما يتعلق بالأنباء عن لقاءات مباشرة بين الأميركيين والحوثيين، أوضح أنه هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها تواصل بين الإدارة الأميركية وجماعة الحوثي، ولكن الجماعة تقرأ توجهات المجتمع الدولي نحو إقرار السلام بشكل سلبي، ويتم استخدامها في البروباغندا الداخلية للجماعة وبالتالي تكون النتائج عكسية، مشيرا إلى أن قياس الأمور يتم من خلال النتائج على أرض الواقع وعدم الاكتفاء بالتصريحات.
وشدد بن مبارك على أن بعض الجهود الدولية تأتي بنتائج عكسية، مؤكدا أن الحوثيين لن يقدموا أي تنازلات دون ضغط حقيقي، و"لذلك فالحديث عن السلام يجب أن يكون بشكل دائم وقائم على أسس عادلة ويضمن أسس مواطنة متساوية، ولا يتيح الفرصة للحوثي بترتيب أوراقه والدخول في حرب أخرى".
كما اعتبر أن القرار في حرب اليمن ليس حوثيا محضا ولكنه إيراني بالأساس، مشيرا إلى أن طهران تحاول ربط المشكلة اليمنية بملفات أخرى، خاصة في ظرف التفاوض بشأن ملف النووي الإيراني، مؤكدا أن الحوثيين ليسوا إلا أداة لتحقيق الأجندة الإيرانية.
وأضاف الوزير أن التوجه الأميركي الجديد يتسق مع المواقف السياسية للحكومة اليمنية والتحالف العربي، معتبرا أن المشروع الإيراني يستهدف دول المنطقة وليس اليمن فقط، ولذلك تواجه الإمارات والسعودية مع الحكومة اليمنية هذا المخطط، على حد قوله.
وأشار أيضا إلى وجود تأكيدات بريطانية وأميركية على أن جماعة الحوثي وراء استهداف طائرة الحكومة اليمنية في تفجيرات مطار عدن في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك ما أكدته الشهادات العينية والأدلة الموضوعية، مشددا على أن الهدف لم يكن التهديد، وإنما إسقاط الطائرة فعلا.
وفيما يتعلق بالمعارك في مأرب، قال بن مبارك إن هذه المحافظة أسقطت الحوثيين في 2015 رغم أن الدولة كانت في أضعف حالاتها، مشيرا إلى أن مأرب تواجه هجوما بريا بأعداد بشرية هائلة، وذلك لأنها منطقة ثروة اقتصادية ومدخل لحضرموت وشبوة.
وأكد الوزير أن الحكومة الشرعية واليمنيين لن يتنازلوا عن مأرب، بل قد تكون نقطة انطلاق وانتصار، محذرا في الآن ذاته من أن حجم الكارثة الإنسانية فيها سيكون كبيرا جدا بشكل لا يستطيع حتى المجتمع الدولي تحمله، مشيرا أيضا إلى أن المليشيات حولت الحديدة لمركز تصنيع الزوارق المفخخة لتهديد ملاحة المنطقة.