لماذا يرفض الحوثيون مبادرة السعودية لإنهاء الحرب؟

أيار 02, 2021
لماذا يرفض الحوثيون مبادرة السعودية لإنهاء الحرب؟ يرفض الحوثيون المبادرة السعودية - تويتر

بعدما جدد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، طرح مبادرة وقف إطلاق النار لإنهاء الأزمة اليمنية، داعيا مليشيا الحوثي إلى وقف الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات، يبدو أن الترحيب الإيراني والأممي الداعم للمبادرة لن يأتي ثماره، في ظل تمسك الحوثيين بالتصعيد العسكري.

ولي العهد السعودي أطل، في مقابلة تلفزيونية ، الثلاثاء الماضي، طغى عليها لغة دبلوماسية تجاه الحوثيين، حتى أنه أشاد بـ"نزعة الحوثي العروبية واليمنية".

في المقابل، يستمر التصعيد العسكري، حيث اعترضت الدفاعات الجوية السعودية طائرة بلا طيار، فجر الأحد، كانت متجهة نحو مدينة خميس مشيط الجنوبية، وفقا لما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن التحالف.

وكانت وزارة الدفاع السعودية أكدت، فجر السبت، اعتراض وتدمير هدف جوي معادٍ كان يستهدف مدينة جدة، الواقعة على الساحل الغربي للمملكة.

وبينما كانت تسعى السعودية في محادثات سابقة لوقف إطلاق النار إلى الحصول على ضمانات بشأن أمن الحدود، بما في ذلك إقامة منطقة عازلة داخل اليمن على طول الحدود، وكبح نفوذ إيران، يريد الحوثيون إنهاء الحصار على ميناء الحديدة اليمني ومطار صنعاء.

"فك الحصار"

وعن إمكانية استجابة الحوثيين للمبادرة الأخيرة التي طرحها ولي العهد السعودي، قال الخبير الأمني والسياسي اليمني، حامد البخيتي، في حديث لموقع: "من يتابع الملف السياسي منذ بدء الحرب في اليمن، يتبين أن جميع جولات المفاوضات التي دعا إليها الحوثيون في الماضي، للبحث عن حلول ممكنة، كانت لمصلحة دول التحالف".

ويكرر البخيتي التأكيد على مطلب رفع الحصار، قائلا إن "التصعيد العسكري وموقف الحوثي ثابت ولن يتغير في ظل استمرارية الحرب والحصار المفروض على اليمن"، معتبرا أن "أي حديث من أي نوع وأي طرف لن يجدي، إذا لم يقترن بخطوات عملية".

ورداً على تصريحات ولي العهد السعودي، قال إنه "طالما لم يترجم بن سلمان كلامه بخطوات ميدانية تتمثل بفك الحصار على البلاد، فلا يمكن الوثوق بتصريحاته، ولن نتعاطى مع فقاعات إعلامية تسمى مبادرات".

وعن الدعم الإيراني للمبادرة السعودية، قال البخيتي: "نقف مع طهران في القضايا والملفات الخارجية، أما في ما يخص اليمن فهذا شأن خاص بنا، ونحن نعلم ما الذي يجب أن نتخذه ولسنا بحاجة لوصاية لا من إيران ولا السعودية".

"القرار بيد الحرس الثوري"

من جهة أخرى، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، محمد صالح الحربي، أن "السعودية سبق وأعلنت عبر عدة مسارات وقف إطلاق النار وبشكل أحادي، وتحديداً منذ منتصف ٢٠٢٠".

وأكد الحربي أن بلاده استجابت للجهود الدولية الرامية إلى وقف الحرب، وتلبية لرغبة كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث".

ورداً على سؤال حول سبب رفض الحوثيين للمبادرة السعودية، قال الحربي: "هذه الجماعة المسلحة لا تمتلك زمام الأمور، وقرارها  بيد الحرس الثوري الإيراني الذي يدعمها ويمدها بالصواريخ والأسلحة عبر البحر الأحمر".

وأوضح أن "التصعيد والهجمات المتكررة هي جزء لا يتجزأ من الملف النووي والمفاوضات الجارية في فيينا"، معتبراً أن "كلما ازداد الملف ضغطا على إيران كلما زادت ضربات الحوثيين على الداخل والخارج".

وختم الحربي بالقول: "إيران تستخدم الحوثيين كأوراق ضغط في المفاوضات حول الملف النووي".

وتجري إيران ومجموعة 4+1 (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا)، مباحثات في فيينا منذ مطلع أبريل، تهدف إلى عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.

ومنذ فبراير الماضي، تسعى الأمم المتحدة للدفع باتجاه اعتماد خطة لإنهاء النزاع في اليمن، تتضمن وقفا لإطلاق النار على المستوى الوطني، وفتح الطرقات بين الشمال والجنوب لتأمين حركة تنقل السكان، وتقديم مساعدات إنسانية، وإطلاق عملية سياسية لوقف القتال.

ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، المعترف به دوليا، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف وفقًا لمنظمات غير حكومية ودفع ملايين آخرين إلى شفا المجاعة، في أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم بحسب الأمم المتحدة.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - الصحافة الغربية
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro