وقالت الصحيفة إن استضافة هذا الحدث الرياضي -الذي بدأ في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري ويختتم اليوم الخميس- يأتي ضمن مساعي العراق لطي صفحة عقود من العنف وعدم الاستقرار والعزلة.
ونقلت عن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قوله "إن خليجي 25 فرصة يمكن أن تساعد في تعزيز العلاقات بين العراق وبقية دول الخليج"، مضيفا أن استضافة البطولة "تمثل علامة على التعافي بعد السنوات العجاف والاضطرابات السياسية".
وقالت الصحيفة إن استضافة البطولة -التي تقام كل عامين وتشارك فيها دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى اليمن والعراق- شكلت أول فرصة للعديد من مواطني الخليج لزيارة العراق والتعرف على الثقافة العراقية.
تشغيل الفيديو
كُرم عراقي لافت
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن البطولة مثلت فرصة نادرة لسكان العراق لمشاهدة حدث كروي دولي في بلادهم، والأهم من ذلك التعبير عن اعتزازهم بوطنهم وسعادتهم بما يمثله الحدث الرياضي من تضامن إقليمي.
كما تطرقت إلى مظاهر الكرم العراقي اللافت والذي ترجمه الاحتفاء الشعبي بالزوار الذي تدفقوا على العراق لحضور هذا الحدث الرياضي.
واستطلعت الصحيفة آراء بعض المواطنين العراقيين، من بينهم حسام مثنى (27 عاما) ويعمل سائقا لسيارة أجرة في البصرة والذي قال "رغم المنافسة الشرسة بين دول الخليج على الفوز بالبطولة فإن ما يهمنا في المقام الأول هو إكرام ضيوفنا بعد غياب طويل، نحن جيران وأبناء عمومة حتى لو فرقت بيننا الظروف السياسية الخارجية".
وقالت واشنطن بوست إن ما يزيد على 50 ألف زائر خليجي تدفقوا على العراق خلال الأسبوعين الماضيين، وفقا للسلطات العراقية، حيث خففت البلاد القيود على الحدود ومنحت تأشيرات الدخول مجانا، وشقوا طريقهم إلى البصرة ثاني أكبر مدن العراق، حيث استقبلهم الشعب العراقي بالترحيب.
كما أشارت إلى أن سكان البصرة فتحوا بيوتهم لاستضافة المشجعين في ظل اكتظاظ فنادق المدينة.
رابطة عربية متينة
وعن الكرم الغامر الذي استقبل به العراقيون أشقاءهم الخليجيين، أورد تقرير الصحيفة رأي إبراهيم علي (40 عاما) الذي قدم إلى البصرة من سلطنة عمان، والذي قال إن كافة سكان البصرة -دون مبالغة- كانوا على استعداد لاستضافته وبقية الزوار، وإن المدينة ظلت مستيقظة ليلا ونهارا لخدمتهم "حتى سائقي سيارات الأجرة كانوا يعترضون عندما نحاول دفع الأجرة".
أما سالم مبارك (37 عاما) من الكويت فقد قال بدهشة "جئت من الكويت بسيارتي الخاصة قبل أسبوع، وحتى الآن لم أنفق دينارا واحدا، كل شيء مجاني".
وقال المشجع الإماراتي عبد الرحمن مشعل (40 عاما) "كنا نتوقع أن يكون الوضع الأمني سيئا وأن تكون المليشيات مسيطرة، كما كنا نعتقد أن مواطني الخليج غير مرحب بهم، لكننا فوجئنا بواقع مختلف".
وأشارت الصحيفة إلى أن بطولة هذا العام لم تسلم من الجدل السياسي، فقد اعترضت إيران على عبارة "الخليج العربي" في اسم البطولة، بحجة أنه ينبغي أن يطلق عليها اسم "الخليج الفارسي"، واستدعت طهران الأسبوع الماضي السفير العراقي لتقديم احتجاج رسمي لهذا السبب.
بيد أن السوداني قلل من أهمية الخلاف بهذا الشأن، وقال "نحن نحترم جميع وجهات النظر، ونحن اليوم جزء من النظام العربي، ونحرص على ديمومة علاقاتنا مع دول الخليج العربي"، وفق تقرير الصحيفة.
وختمت واشنطن بوست تقريرها بتعليق للمهندس العراقي محمد البزوني (34 عاما) من مدينة البصرة الذي قال "على مدى 20 عاما حاولت إيران نزع الهوية العربية عن العراق بشكل عام وعن المجتمع القبلي في جنوب العراق بشكل خاص، لكن ما حدث في هذه البطولة أغضب (إيران) كثيرا، لقد أدركوا أن ما بيننا وبين أهل الخليج أكبر من أن يكسر".
(واشنطن بوست)