وتوافد مشاركون إلى الحفل من مدينة تعز ومدن يمنية أخرى، وبدت عليهم مظاهر البهجة والفرح، وتفاعلوا مع مقطوعات غنائية أدّاها فنانون بارزون،.
وأحيا اليوم الثاني من المهرجان الذي انطلقت فعاليته أول أيام العيد، المغني اليمني عمار العزكي، الفائز بالمركز الثالث في البرنامج الغنائي الشهير "عرب أيدول" لعام 2017.
ويستمر المهرجان الذي دشنه مكتب الثقافة في تعز (يتبع وزارة الثقافة والإعلام)، حتى سادس أيام عيد الأضحى المبارك وهو الأكبر عبر مواسمه السابقة بسبب قدوم كوكبة كبيرة من الفنانين.
وبحسب المنظمين، يعود أكثر من نصف عائدات الحفل لصالح مرضى السرطان.
ويحتفل اليمنيون بمهرجان "القاهرة" منذ عام 2018، غير أنه غاب العام الماضي بشكل استثنائي، بسبب ظروف جائحة كورونا.
وبحسب مؤرخين، بُنيت قلعة القاهرة الأثرية قبل ألف عام (تحديداً في العصر الصليحي 1045-1138م)، وتعد النواة الأولى لنشأة مدينة تعز.
وظلت القلعة الأثرية، في تعز، شامخة، تروي للأجيال قصص من مروا على البلاد من حكام، بسبب موقعها الجغرافي الهام والذي يطل على المدينة وأسوارها.
وأواخر عام 2014 خلال الحرب اليمنية، اقتحم مسلحو جماعة "الحوثي" القلعة، وسيطروا عليها، ونصبوا عليها مدافعهم لقصف المواقع التابعة لـ"المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بالمدينة آنذاك، لكن القوات الحكومية استعادتها في أغسطس/ آب 2015 وظلت مغلقة حتى 2018.
من قلعة للموت إلى أيقونة فرح
يقول عبد الخالق سيف مدير مكتب الثقافة بتعز، إن المهرجان العيدي الذي يقيمه مكتب الثقافة وتبناه منذ العام 2018 بالمدينة حوّل قلعة القاهرة من مصدر للموت عبر أدوات ما وصفه "الانقلاب الحوثي" إلى أيقونة للفرح والسلام لكل اليمنيين ولكل أبناء المدينة المحاصرة تعز.
وأضاف: "يشاركنا اليوم في المدينة الفنان الكبير عمار العزكي لنرسل رسالة لكل اليمنيين في كل ربوع الوطن أن مدينة تعز لكل اليمنيين وعاصمة للثقافة اليمنية رغم كل طبول الحرب".
ثغرة من نور
يقول المواطن عمر الحمادي، إننا حُرمنا في مدينة تعز بسبب الحصار لأبسط مقومات الفرح وحوصرنا بين عدة شوارع وبعض من الأرياف دون أي متنفسات كبيرة نهرب بها من واقع الحرب الذي نعيشه.
ويضيف الحمادي : "خرجت اليوم مع عائلتي للتنزه والاستمتاع بالمهرجان العيدي الأكبر الذي ننتظره كل عام في قلعة القاهرة".
ويتابع أن هذه القلعة "تعتبر بالنسبة لي وللكثير من أبناء تعز ثغرة من نور وسط الحرب الظالمة علينا".
ويردف الحمادي: "نحتاج للكثير من هذه المهرجانات والاحتفالات والمتنزهات حتى يخرج الناس من جو الحرب الذي أثر على نفوس الأطفال والمواطنين".
وتخضع تعز لسلطة الحكومة اليمنية، ويفرض عليها الحوثيون حصارا مطبقا منذ بدء الحرب عام 2015، ما أدى إلى تدهور أكبر للوضع الإنساني والصحي في المدينة المكتظة بالسكان.
ووفق رصد الأناضول، يسود جبهات القتال بين الحوثيين والقوات الحكومية هدوء حذر، رغم اتهام وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني بالحكومة اليمنية، الثلاثاء، الحوثيين باستهداف مدرسة في محافظة مأرب ما ألحق بها أضرار مادية جسيمة، فيما لم تعلق الجماعة الحوثي على ذلك فورا.
ووسط أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، يشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة يدعمها تحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.