يبيع الذرة محمد ويبتسم للزبائن وكما لو أنه رجلاً بالغاً، لقد أكسبته السنين خبرات في التعامل مع الناس.
يكافح محمد من اجل الحصول على المال ومساعدة أسرته في زمن الحرب التي أرقهتها الأوضاع الإقتصادية.
ظاهرة عمالة الأطفال في اليمن ليست وليدة اللحظة، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية، إلا أن الواقع يشي بمعدلات مخيفة، خاصة منذ دخلت اليمن دوامة الحرب في العام 2014.
وارتفعت معدلات عمالة الأطفال إلى أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، بحسب تقديرات منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن، التي اعتبر رئيس المنظمة أحمد القرشي هذه الظاهرة أنها تمثل تهديدًا مباشرًا لحالة السلم والأمن في الراهن اللحظي، ومستقبلًا بعد انتهاء الحرب.
ومن ضمن الأسباب التي فاقمت من ظاهرة عمالة الأطفال في اليمن، والتي يصفها القرشي بالمخيفة والمقلقة في آن، انعدام دور المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية المعنية بحماية الأطفال، بسبب توقف دعم برامج الحماية.
ويُعتبر اليمن وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ضمن أسوأ البلدان للأطفال في العالم، وتقدر أن أكثر من مليوني طفل أضحوا خارج المدرسة، وأن هناك 3.7 مليون آخرين معرضون لخطر التسرب من التعليم.