الإبتزاز الإلكتروني للفتيات في تعز.. جريمة صارخة تحرسها الأخلاق

كانون1/ديسمبر 09, 2021

تنامت حالات الإبتزاز الإلكتروني التي تتعرض لها الفتيات في اليمن بشكل لافت منذ 3 سنوات حتى الآن، في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة عدد مستخدميها من فئة الشباب والفتيات المراهقات منذ بدء الحرب في مارس/آذار 2015، دون وعي بكيفية التعامل معها، الأمر الذي عرض الكثير من الشباب والفتيات للوقوع في فخ الابتزاز.

تتسع ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في اليمن موقعةً الكثير من الشباب والفتيات ضحايا مكبلين بالخوف والإرباك، والقلق.

(ز.أ) إحدى ضحايا الإبتزاز الإلكتروني بمحافظة تعز، تعرضت زينب لسرقة جوالها قبل ثلاث سنوات وحينها قامت بإبلاغ جميع محلات الجوالات في منطقة الحوبان بشأن السارق ومعلومات الهاتف وبعد خمسة أيام ألقي القبض على شخص يحاول بيع جوال يحمل نفس معلومات هاتفها، وتم التحقيق معه واعترف أنه لم يقم بالسرقة وإنما اشترى الجوال من شخص آخر "من فئة المهمشين" بحسب روايتها لـ "تعز تايم".

لم تكن تتوقع زينب بأن السارق قد قام بنسخ صورها من الذاكرة قبل بيعه بحسب روايتها لتتفاجأ، بعد ثلاث سنوات بشخص يرسل لها صورتها عبر تطبيق "الماسنجر" في "الفيسبوك" من حساب باسم (رنا الكحلاني) متعذرًا بأنه حصل على ذاكرة فيها صور لها في الشارع طالبًا منها إرسال مبلغًا من المال مقابل أن يعيد إليها الذاكرة.

تشير زينب في حديثها لتعز تايم إلى أنها لم تكن تدرك أن الحساب مزيفًا فأرسلت المبلغ وتم استلام الحوالة، لتنصدم بتهديده لها بدفع مبالغ مالية أو سيقوم بنشر صورها على مواقع التواصل الإجتماعي.

أسباب انتشار الظاهرة

تتعدد الأسباب مع أن ظاهرة الابتزاز الإلكتروني لم تكن منتشرة بهذا الشكل قبل اندلاع الحرب في اليمن كما يقول الناطق الرسمي لشرطة تعز المقدم أسامة الشرعبي، موضحا بقوله: "لا شك أن حالة الحرب وما ترتب عليها من إنهيار كامل للمنظومة الأمنية وكافة مؤسسات الدولة وانهيار الوضع الإقتصادي والبطالة أدت إلى بروز عدد الظواهر والإفرازات المخلة بالأمن ومنها ظواهر لم تكن موجودة سابقاً كحالات الإبتزاز وغيرها".

وأضاف المقدم الشرعبي لـ "تعز تايم": من الصعب أن نحدد نسبة الإبتزاز من خلال الحالات التي وصلت إلينا وتم ضبطها، ربما يكون هناك قضايا أخرى وبسبب الوضع الإجتماعي في اليمن نجد أن أغلب الفتيات اللاتي يتعرضن للإبتزاز  أو الأسر تخشى من تقديم بلاغ للجهات الرسمية خوفاً من الفضيحة حسب إعتقادهم .

المحامية والناشطة الحقوقية رغد المقطري تقول: بأن الابتزاز يأتي بهدف الحصول على المال وهو مرض نفسي ولأجل إشباع رغبات شيطانية.

قد يعرضها للإنتحار

تشير الحقوقية رغد المقطري إلى أن مثل هذه القضايا تؤثر على حياة البنت فأحياناً تتعرض الفتيات للعنف الأسري بشكل كبير وتتعرض لأنواع شتى من العنف القائم على النوع الإجتماعي.

وتضيف المقطري لـ "تعز تايم": أحياناً خوف الفتاة على نفسها يعرضها للإنتحار وهناك قضايا في رأيي أنها تؤثر أيضاً على الأسرة وتؤدي إلى التفكك الأسري.
 
وتؤكد المقطري أن بعض القضايا التي تصل إليها تكون خارج إطار الاسرة نفسها، ولايتم إبلاغ الأسر لأن البنت تأتي إليها بحالة خوف وقلق من أن يصل الخبر إلى أسرتها. وموضحة إنه في حال معرفة الأسرة قد تتعرض البنت للضرب الشديد وربما للحبس وأحياناً حرمانها من حقوق كثيرة.

فيما تقول زينب: "كنت أتعرض لضغط نفسي عمري ما تعرضت له من قبل، قلق وخوف كبير جداً لا أحد يتصوره كانت نوبات البكاء ملازمة لي ليل نهار."

جريمة بلا قانون

رغم توسع وانتشار ظاهرة الابتزاز الإلكتروني إلا أنه لا يوجد قانون صريح يعاقب مرتكبيها لاسيما وأن الإنترنت دخيل على المجتمع اليمني كما تشير الحقوقية المقطري. وتقول: "في الواقع لايوجد هناك قانون ينص على مثل هذه الجرائم الإلكترونية خاصة أنه إلى الآن موضوع الإنترنت دخيل على اليمن في الفترات الأخيرة."

وتضيف: "مجلس النواب إلى الان لم ينعقد بالنسبة لحكومة الشرعية، وأيضاً في مناطق الحوثيين لايوجد التحدث على مثل ذلك، ولكن يتم قياس تجريم هذه الجرائم على قانون الجرائم والعقوبات اليمني في مادة النصب والإحتيال."

الوعي المجتمعي هو الحل

الناطق الرسمي بإسم شرطة تعز المقدم أسامة الشرعبي يؤكد على أهمية رفع مستوى الوعي لدى المجتمع بالتصدي للظاهرة، وحث الفتاة وتشجيعها على الإبلاغ وعرض الموضوع على أسرتها.

ويرى الشرعبي في حديث لتعز تايم أن الأمر مرتبط أيضًا بتوعية الأسر بضرورة تفهم وعدم التعامل مع المشكلة التي تواجهها ابنتهم كعار، بل يجب عليها أن تستوعب الأمر وتتفهمه وتشجع بناتها على طرح مشاكلهن دون خوف.

الأمر الذي أكدته الناشطة الحقوقية رغد المقطري بقولها: "يجب أن يكون هناك توعية كبيرة لمثل هذه المشاكل والتوعية بالحلول، وطرق الوقاية من الوقوع بالمصيدة مثل الأمن الرقمي وما الذي يجب عمله لحماية الهواتف واللابتوبات وغيره من الأجهزة الإلكترونية التي تستخدمه الفتيات.

وتضيف المقطري : أيضًا يجب أن تعمل الأسر ذاتها على توعية أفرادها وخصوصاً النساء عن الأشياء التي يجب على الفتاة أن تقوم بها أثناء تعرضها للإبتزاز الإلكتروني، ويجب أن يكون هناك ثقة من الأهالي تجاه بناتهم في حال تعرضت الفتاة لمثل هذه الابتزازات.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - أحمد صادق الشيخ
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الخميس, 09 كانون1/ديسمبر 2021 21:41
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro