بات الحصول على أسطوانة غاز أمرًا صعبًا بالنسبة للسكان في تعز جراء انعدامها في الوكالات الرسمية، رغم تواجدها في المحطات التجارية(السوق السوداء) بأسعار خيالية يصعب على المواطن شرائها، أمام تقاعس الجهات الرسمية.
ولجأ الكثير من المواطنين إلى استخدام أشياء بديلة كصناعة الأفران أو الحطب عوضا عن الغاز.
يقول المواطن عبد الرحمن أحمد " 30 عاما" يعمل في الأجر اليومي إنه: يواجه صعوبة كبيرة في الحصول على أسطوانة الغاز جراء ارتفاع سعر ها وانعدام تواجدها في شركة الغاز والمحطات الرسمية."
وأضاف أحمد لـ "تعز تايم": " في السابق كنت أنتظر طويلاً في طوابير الغاز بحارتنا بحثاً عن الغاز... لكني لا أحصل على الغاز بسبب كثرة السكان وقلة الأسطوانات المحدده من شركة الغاز مما أضطر إلى شراء الغاز من السوق السوداء بأسعار باهظة ."
وتابع " سعر الأسطوانة الغاز في السوق السوداء في الفترة الأخيرة قد تجاوز سعرها 22 ألف وحاليا لا أستطع شراءها بسبب قلة الأجر اليومي الذي قد لايصل في اليوم إلى 3دولار. "
وأشار إلى أن " وكلاء الغاز يقومون بإخفاء الغاز عن المواطنين ويبيعونه لملاك المطاعم والبوافيات في ظل صمت مطبق من قبل الجهات المسؤولة عن ذلك."
ويعد عبد الرحمن واحدًا من آلآف الأشخاص الذين عانوا جراء انعدام الغاز في الفترة الأخيرة في مدينة تعز وتواجده في الأسواق السوداء بأسعار مرتفعة ولايستطيعون شرائه.
الأفران حل بديل
في السياق ذاته، يقول " زكريا فؤاد " بأنه عانى لعدة أشهر من انعدام الغاز في شركة الغاز والمحطات، مما جعله يضطر إلى شراء الوجبات الثلاث من السوق بأسعار مرتفعة ."
وأضاف فؤاد لـ "تعز تايم":" حاليا وجدت حل مؤقت عوضا عن الغاز وهي صناعة الأفران لكني هناك عدة صعوبات توجهني في صناعة الأفران منها ارتفاع أسعار المراوح بسبب الإقبال الشديد من المواطنين على شرائها وقلة الحطب في المدينة ."
وتابع "في الوقت الحالي قد يكون الفرن بديل مؤقت للغاز ... الذي جعل الناس يتهافتون إلى شراء الفرن هو الارتفاع الجنوني لسعرِ الأسطوانة الغاز والذي قد يصل سعرها في السوق السوداء الى مايزيد عن 20الف ريال ."
و شعر زكريا بالسخط من توالي الأزمات والحرب المستمرة والتي على حد قوله قد فتكت به واثقلت كاهله جراء الأزمة الإنسانية التي تمر بها مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين."
إرهاق وعجز
من جهته ،يقول "مازن المكعشي" أحد سائقي الباصات في مدينة تعز لـ "تعز تايم": إن أزمة الغاز التي تشهدها مدينة تعز مؤخرا أرهقت حياة الكثير من المواطنين وخصوصاً لانعدام الأشياء بديله مثل الحطب والأفران ."
وأضاف المكعشي: " حاليا أنا أواجه صعوبة كبيرة في الحصول على أسطوانة غاز لأسرتي أو لباصي الذي يعد المصدر الوحيد لأسرتي في توفير المواد الغذائية."
وتابع " في الوقت الحالي يتواجد الغاز في السوق السوداء و سعر الأسطوانة الواحدة 22 ألف ريال وهذا أرهقني وجعلني عاجز ... مقارنة بدخلي اليومي غير المحدود والذي لا يتجاوز في اليوم 5 ألف ريال يمني وهو مبلغ لايكفي لإعالة أسرتي البالغ عددها 9 أشخاص."
وطالب المكعشي المسؤلين بالقيام على إزالة المحطات غير المرخصة التي تدخل ضمن السوق السوداء واعتماد الوكالات المرخصة لبيع الغاز وهذا بدوره يساهم بشكل كبير في ثبات سعر اسطوانة الغاز ويقلل من احتكار الغاز من قبل عقال الحارات
واختتم مازن حديثه بحلم من أحلام اليقظة التي يحلم بها كل مواطن سواء كان سائق باص او ممن لا يمتلكون باصات من أرباب الأسر حد وصفه، وهو عودة سعر اسطوانة الغاز الى ماكانت عليه قبل الحرب.
مخالفة للقانون
قانون شركة الغاز ولائحتها تحرم على الشخص أن يجمع بين المحطات التجارية والوكالة الرسمية فيما هوامير السوق السوداء في محطات التعبئة غالبيتهم ممن لديهم وكالات رسمية مصرحة بحسب السكان.
ويقول مواطنون لـ "تعز تايم": إن الجميع يعرفون أشخاصًا يمتلكون محطات تجارية ووكالات رسمية ويتعاملون مع المواطنين كمتسولين للغاز ويمنون به عليهم وكأنها لم تعد خدمة يقدمونها للمواطن.
ويضل المواطن هو الضحية الاولى للازمات المتوالية والمخالفات القانونية والفساد المنتشر الذي بات يثقل كاهله.
حلول
يرى أحد مناديب شركة الغاز للمطاعم معاذ المعمري بأن حل الأزمة يأتي أولًا من تحميل حصة تعز كاملة التي تم اعتمادها من صافر وتقدر ب 62 مقطورة شهريًا " ويمنعوا تخفيض الكمية"
ويضيف المعمري لـ "تعز تايم": " إن تنفيذ الآلية الجديدة لتوزيع الغاز بحسب الكثافة السكانية لكل منطقة ومديرية والعمل بها لتوفير الغاز في كل مكان وكذلك للمناطق التي حرمت من الغاز سابقا" بسبب عشوائية التوزيع ستعمل على حل الأزمة."
ويؤكد المعمري على أهمية تفعيل الدور الرقابي الشعبي وتشكيل لجان مجتمعية من المستهدفين أنفسهم لكل منطقة.
ويشير إلى أن كثير من المسؤولين ومدراء المديريات سعوا للحصول على توكيلات توزيع الغاز والتحقوا بركب الهوامير ومافيا الغاز التي تعبث بتعز منذ عقود ومارسوا كل أشكال الضغط لإفشال جهود الشركة.