جانب من إحاطتها:
- في البداية أود شكر حكومة النرويج لإتاحة الفرصة لي لأقدم هذه الإحاطة نيابة عن مؤسسة شباب سبأ للتنمية.
- أنا من مدينة تعز ، قطعت مسافة في الطريق البري إلى الجنوب لا تزيد عن 120 كيلومتر في الوصول إليكم هنا خلال ثماني ساعات كاملة لتقديم هذه الإحاطة، وهي رحلة كان يمكن ان تستغرق وقت أقل لولا إغلاق الطرق الرئيسية.
- مررت بطريق وعرة ومسالك جبلية خطرة تنقطع بصورة مستمرة بسبب حوادث المركبات وشاحنات النقل الثقيل المسافرة، أو بسبب السيول والانزلاقات الصخرية في مواسم الأمطار وكلها حوادث غالباً ما تخلف ضحايا في أوساط المدنيين.
- اعتاد المواطنون في تعز قبل الحرب بأن ينتقلوا من طرف المدينة إلى طرفها الآخر في مدة لا تتجاوز عشرة دقائق أما اليوم فقد أغلقت الطرق الرئيسية وأصبحنا نحتاج ست ساعات على الأقل لنصل.
- الطرق البديلة تمثل رحلة موت حقيقية، في وجه كل من يمر بها من القوافل التجارية وطواقم العمل الإنسانية، والمسافرين والمرضى والطلاب والعمال.
- تعز وحتى هذه اللحظة ما تزال تعاني من إغلاق الطرقات وانعدام الخدمات وهي المرحلة الأسوأ التي تمر بها المدينة.
- اؤكد هنا أنه على الرغم من هذه المعاناة التي يتحملها يومياً ما يزيد عن ثلاثة ملايين إنسان، فإن تعن تقع خارج دائرة الضوء، لم ينتبه لها الساسة ولا حفلت بها طاولات التفاوض ولا تمكنت من لفت انتباه ضمير العالم لإنسانها المقهور رغم تناول قضيتها تحت بند "تفاهمات حول تعز" التي أقرها مجلس الأمن في اتفاقية ستوكهولم بموجب القرار 2451 لعام 2018.
- يبذل النساء والشباب والمجتمع المدني في مدينة تعز الكثير من الجهود في سبيل إعادة فتح الطرقات الرئيسية المغلقة بسبب الحرب وإعادة تفعيل الخدمات العامة الأساسية.
- قامت النساء والشباب بعدة حملات وساطة لفتح الطرقات منذ العام 2015. احتاجت هذه الحملات الكثير من الجهود وجميعها لم تكلل بالنجاح في فتح طريق آمن للمدنيين وخصوصاً للنساء والأطفال والمرضى منهم، ليستمر أبناء مدينتي في العيش لعامهم السابع في مدينة محاصرة فاقدة لشروط الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
- في ملف توفير الخدمات الأساسية وخاصة في توفير خدمة المياه فقد قمنا كوسيطات ووسطاء محليين وبمساعدة تحالف من الفاعليين المحليين، باستعادة بعض الآبار التي كانت تحت سيطرة القوات العسكرية مما أعاد خدمة المياه لبعض الأحياء المحرومة منها منذ سبع سنوات.
- ما زلنا حتى اليوم مستمرون في بذل جهود الوساطة مع الأطراف المختلفة لضمان إعادة تدفق المياه للمواطنين في المدينة، وحتى الآن نرى أن استجابة الأطراف جيدة للجهود التي يبذلها فريق الوساطة، وهناك استعداد واضح للتعاون لإيجاد حلول.
- لو نجحت هذه الوساطة في إعادة تدفق المياه للمواطنين لشكلت واحداً من أهم النجاحات المحسوبة للمجتمع المدني منذ اندلاع هذه الحرب المطولة.
- أقدر جيداً هذه الدعوة لإحاطة مجلس الأمن وكشخص قادم من الارض أؤكد بأن جهودنا كشباب – نساء ومجتمع مدني لن تتوقف في عملية تحقيق الاستقرار وبناء السلام وهنا أشارك معكم ومع الفاعليين الدوليين مجموعة من التوصيات التي تدعم جهدنا وعملنا في الميدان:
- التأكيد على المشاركة الفاعلة للشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني المعبره عن مصالح الغالبيه العظمى من ابناء اليمن في اليات بناء السلام من خلال تكوين غرفة دعم للمجتمع المدني ومجلس استشاري شبابي للتشاور والتنسيق مع مكتب مبعوث الاأمين العام للامم المتحده لليمن.
- العمل مع و زيادة الدعم الموجه للمنظمات المدنية التي يقودها الشباب والنساء وبناء قدراتها ببرامج- تمكين حقيقية للمشاركة بشكل فاعل في عملية بناء السلام.
- التركيز على دعم النساء الشابات لأن هذه الفئة ليست مشمولة بصوره واضحه وملموسه لا في فئة الشباب الذكور ولا في فئة النساء التي يتوجه لهم الدعم الدولي حالياً.
- توجيه الدعم لانعقاد لجنة "تفاهمات حول تعز" والتي هي احدى مخرجات اتفاقية ستوكهولم في العام 2018 بحيث تتوسع لتشمل المجتمع المدني العامل في الوساطة لفتح الطرقات الرئيسية أمام المواطنين في مدينة تعز.
- وجود نقطة اتصال بين الوسطاء المحليين ومكتب المبعوث الأممي لليمن.
- آمل أن تكون تعز ببعديها الإنساني والسياسي حاضرة على جدول أعمال الفاعلين الدوليين مستقبلاً لما يمكن أن تضيفه من مداخل لحلحلة ملف الأزمة اليمنية. واؤكد على اهمية دعم دورنا كشباب ونساء ومجتمع مدني في عملية تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
- لقد قمنا بتكوين مجالس مجتمعية تعمل على حل النزاعات بين الأعالي وأصبحت هذه المجالس من المرجعيات التي يعود إليها المجتمع في حل النزاعات والتخفيف من حدة التوترات.
- دور الشباب لا يقتصر على العمل على المستوى المحلي فطق ولكن يتعداه لآمال وتطلعات للعمل على المستوى الوطني والمشاركة في مفاوضات السلام التي تتم بين أطراف الحرب المسلحة.
- قمنا مؤخرًا بالتعاون والشراكة مع عدد كبير من المنظمات والتكتلات الشبابية من مختلف المناطق اليمنية بإطلاق أول مجموعة دعم شبابية.
- تهدف المجموعة بشكل أساسي للدفع بأصوات الشباب على المستوى الوطني من خلال الضغط لتكوين مجلس استشاري شبابي حول مكتب المبعوث الأممي لليمن لتصل رؤى الشباب إلى طاولة المفاوضات.
- عملنا نابع من إيماننا بأن مفاوضات السلام حول الوطن الكبير لا يجب أن تقتصر على أطراف الحرب المسلحة وإنما يجب أن تشمل الجماعات الغير مسلحة كالشباب والنساء والمجتمع المدني.