وذهب بعض المراقبين للربط بين إعلان مجلس المقاومة الشعبية وأخبار التقاربات التي بدأت تظهر تفاصيلها إلى السطح مؤخراً من خلال التحالف المعلن مع قوى كانت إلى وقت قريب تمثل أحد الأطراف التي تضع أعينها على تعز وتسيطر على أجزاء واسعة من ساحله الغربي ولا تزال أدواتها تشارك في ممارسة الدور الذي رسمه التحالف السعودي الإماراتي لعقاب المدينة والانتقام من أدوارها الوطنية ومواقفها الرافضة لمشاريع تتلعق بالسيادة والثوابت الوطنية.
بيان المجلس الأعلى للقماومة الذي يرأسه الشيخ حمود سعيد المخلافي أكد وبلهجة واضحة هذه المرة رفضه لأن تكون الحرب ضد الحوثيين غطاء تمرر من خلاله الأجندات والمشاريع التي تستهدف اليمن وتدعه رهن التدخلات الخارجية.
أكثر ما يلفت الانتباه في بيان المجلس تأكيده على استمرار خيار النظال في الميدان بالتوازي مع تطوير الأدوات السياسية المناسبة للإرتقاء بدور المقاومة الوطنية وتمكينها من الإسهام في صياغة المستقبل، وذلك في إشارة اعتبرها البعض إعلانا ضمنيا لتشكيل ما قد يشبه الإطار السياسي للمقاومة مستقبلاً كطرف جديد وند صعب قد يضعه في مواجهة مباشرة مع الحوثيين من جهة ومجلس الرئاسة الذي تدعمه السعودية والإمارات من جهة أخرى.
وفيما شدد المجلس الأعلى للمقاومة في بيانه على تمسكه بخيار الدفاع عن المبادئ التي تشكلت لأجلها المقاومة منذ اللحظة الأولى أعاد التذكير أيضاً بتبعات الإتكاء على ذريعة الهدنة التي لم تجلب السلام لليمنيين بقدر ما سلبت البلد أمنه وإرادته والصلاحيات السيادية لحكومته وقيادته الشرعية.
وبدا المجلس في بيانه أكثر صرامة في ما يخص القضايا الوطنية لاسيما تلك المتعلقة بقضية تعز المحاصرة منذ نحو 7 أعوام، وتعامل المجتمع الدولي مع الهدنة وفتح الطرقات، وتماهي الحكومة مع كل التخاذلات الأمر الذي دفعه لإطلاق الدعوات في بيانه لدعوة الجميع ومطالبتهم بالتأهب الكامل واليقظة استعدادا لبذل المزيد من التضحية لمواجهة أي تحديات قادمة.
وتزامع إعلان المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية مع تصعيد جماعة الحوثي ضد المدنيين في تعز وقصفها الأحياء السكنية وتسببهم بمقتل وإصابة أكثر من 12 مدنياً أغلبهم من الأطفال.
ويجدر الإشارة إلى أن الهدنة - 4 أشهر - قاربت على الإنتهاء فيما تواصل جماعة الحوثي رفضها فتح طرقات مدينة تعز ويكتفي المجلس الرئاسي والحكومة بالتصريحات والأحاديث الصحفية المستهكلة حول تمسكهم بخيار السلام من خلال تقديمهم التنازلات السياسية على حساب أبناء تعز.