محلل سياسي يمني يكشف ما وراء العدوان الحوثي في تعز رغم الهدنة

آب/أغسطس 29, 2022

الحوثيون ينفذون هجوماً عسكريا لإغلاق طريق تعز التربة في منطقة وادي الضباب، علما بأن هذا الطريق هو المنفذ الوحيد الذي يربط مدينة تعز بالعالم.

رسالة تحدي صريحة وواضحة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن هانس جرودنبرج ، الذي يحسب له أنه زار مدينة تعز واطلع على معاناتها عن قرب كما لم يفعل سابقوه.

‏لم يصرح هذا المبعوث حتى الآن بشيء فيما يتهيأ لعقد جولة مباحثات وشيكة بشأن فتح الطرقات في هذه المدينة المحاصرة، على هامش محادثات موسعة ترمي الى تعميق الهدنة وتوسيع استحقاقاتها وإطالة أمدها، من خلال ضمان المزيد من المزايا والحوافز للحوثيين الذين يعكفون على تعميق وتضييق الحصار على مدينة تعز.

‏ هذا التصعيد العسكري الحوثي الجريء على الهدنة والثقيل جداً في تبعاته الكارثية على الوضع الإنساني في محافظة تعز المنكوبة ، ليس عبثياً رغم أنه لن يضيف للحوثيين سوى ميزة التفوق في خنق المدينة لا أكثر، أما إسقاطها عسكرياً فقد حاولت هذه الميلشيا وفي ذروة التحالف مع صالح ومع وجود 12 معسكراً حول تعز وفشلت فشلاً ذريعاً رغم أن المحافظة وعاصمتها كانتا تحت السيطرة العسكرية الكاملة لقوات النظام السابق.

دعونا نكون صريحين ونقر بأن الضغط العسكري الذي يمارسه الحوثيون على تعز ليس عدوانا حوثياً ايرانياً كما اعتاد الخطاب الإعلامي الكاذب والمنافق التابع للرياض والممول منها، أن يَصُمَّ به آذاننا طيلة السنوات الماضية من زمن الغدر والخيانة والتآمر.

هذا التطور العسكري يتشابه مع العملية العسكرية التي أسقطت شبوة بيد الجماعات المسلحة الانفصالية وضاعفت من التهديد على الوحدة الوطنية ورفعت منسوب الانتهاكات الإجرامية لحقوق الإنسان التي مارستها الجماعات الانفصالية المسلحة ضد اليمنيين على أساس هوياتهم المناطقية، معيدة تكرار سيناريو عدن الذي نفذ تحت أنظار المعسكر العتيد للتحالف في المدينة.

لذلك يمكن القول ان هجوم الحوثيين على قوات الجيش الوطني عند مدخل تعز الجنوبي الغربي، يلبي بالإضافة الى طموحات الجماعة وداعميها الإيرانيين، حاجة تكتيكية للتحالف بقيادة السعودية، إذ يأتي في سياق مخطط تدعمه واشنطن وتوابعها من دول التحالف لتجريد الدولة اليمنية من حواملها العسكرية والسياسية، في كل من تعز ومأرب وإعادة رسم خارطة النفوذ بما يتطابق مع تركيبة مجلس القيادة الرئاسي الذي يشكل حالة قطع كاملة مع هوية الدولة اليمنية التي كرستها ثورة الحادي عشر من فبراير/شباط والثورة اليمنية الخالدة بكل محطاتها العظيمة من 48 الى 22مايو 1990.

لهذا لا غرابة أن يكون مجلس القيادة الرئاسي هو المظلة لمخطط كهذا، بدليل أنه اليوم بحكم العدم من ناحية الحضور والدور في ظل تطورات خطيرة كهذه، إذ يحرص أعضاؤه على تمضية إجازة صيف سعيدة بعد ترتيبات وحروب كلها استكملت عملية تقويض الدولة اليمنية ونفذت كل ما اقترحه صناع قرار تافهون وموتورون ومرتشون من جماعات الضغط في العاصمة الأمريكية.

الشعب اليمني لم يفقد الخيارات رغم المؤامرات التي تحيط به، ويكفيه أنه يتكئ على إرادته في مواجهة هذا العدوان الغادر وأدواته الداخلية.. بكل ما أوتي من قوة وإرادة والذي سيمثل الرفض الصريح للعدوان الحوثي الإجرامي وولخيانة مجلس معاشيق الرئاسي أحد وسائله وخياراته.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم - ياسين التميمي
Rate this item
(0 votes)
Last modified on الثلاثاء, 30 آب/أغسطس 2022 13:05
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro