سعاد أحمد ٢٥ عامًا، من وادي الحيد في مديرية التعزية بتعز تقول لـ "تعز تايم":"بعد انتهائي من دراسة الثانوية كنتُ أحلم بمواصلة التعليم الجامعي في جامعة تعز، ولدي شغف كبير لدخول الطب؛ لكن والدي عاطلٌ عن العمل وحالته المادية صعبة للغاية.
كانت هناك فرصة لدخول سعاد كلية الطب والانتقال من البيت إلى المدينة كل يوم؛ لكن قطع الطرقات والمسافة كان أبرز سببًا لحرمانها من الالتحاق بالجامعة.
وتضيف: "أعيش في دوامة التفكير متسائلة في نفسي هل يمكن أن تنتهي الحرب وألتحق بالجامعة وأحقق حلمي.
تتوقف الكثير من فتيات اليمن من مواصلة التعليم الجامعي نتيجة الحرب الدائرة في البلاد وما خلفته من قطع للطرقات والمرتبات التي انعكست آثارها سلبًا على دخل المواطنين وأولياء الأمور ما جعل من فكرة مواصلة التعليم الجامعي بالنسبة للفتيات شبه مستحيل.
"معاناة وحسرة"
فاطمة صالح، ٢٦ عامًا من منطقة الحيمة السفلى في مديرية التعزية بتعز تحكي بحرقة لـ "تعز تايم": "من المؤسف أنني أعيش في مجتمع يحرم المرأة من التعليم، خاصة مجتمعي الذي أعيش فيه.
الغريب أنني الوحيدة في قريتي التي واصلتُ دراسة الثانوية لأن أغلب فتيات القرية يدرسن حتى الثالث الإعدادي ولو كان هناك جامعة قريبة سيكون هناك فرصة لمواصلة تعليمنا الجامعي.
من الطبيعي أن يحلم أي شخص بمواصلة التعليم الجامعي؛ لكن هذا أمرًا صعبًا بالنسبة لـ فاطمة.
وتضيف: كنتُ أريد الالتحاق بالجامعة؛ لكن الحرب والفقر والعادات والتقاليد المجتمعية ومشكلة السفر وبُعد المسافة بسبب قطع الطرقات، والظروف القاسية التي نعيشها ويعيشها الناس بشكلٍ عام، تحول دون ذلك.
فيما حمود غالب، ٤٠ عامًا، مواطن من مديرية التعزية بتعز يقول :"التعليم في زمن الحرب صعب جدًا، ولم نعد نُفكر بتدريس بناتنا ولا حتى أولادنا بسبب الغلاء وتدهور الحالة المادية؛ بل أصبحنا نفكر بلقمة العيش في هذه الأيام السوداء، لنبقى على الأقل ميسورين الحال.
ويضيف في حديثه لـ "تعز تايم": سجلتُ أحد أولادي في الجامعة بالحوبان، ودرس لمدة شهرين وترك الجامعة. لم يستطع المواصلة بسبب غلاء المعيشة من جهة، والفقر والحرب الذي نعاني منه حتى اليوم من جهةٍ أخرنا.
"احصائيات"
أفاد مكتب الخدمة المدنية والتأمينات بمحافظة تعز، لـ تعز تايم، بأن عدد المسجلين في الخدمة المدنية من مديريات التعزية، وشرعب الرونة، وشرعب السلام يبلغ, ١٣٥٦٦, من الذكور والإناث.
حيث بلغ عدد المسجلين والمُقيدة أسماؤهم من مديرية التعزية ٦٠٥٩ ذكورًا وإناثا منها ١٠٣٧ فتاة بشهادة دبلوم، و٩٣٣ بكالوريوس، و واحدة تحمل شهادة ماجستير.
في حين أن مديرية شرعب الرونة بلغ عدد المسجلين فيها ٣٥٣٢، منها ٣٧٨ فتاة تحمل شهادة دبلوم، و ٩٤٤ بكالوريوس، أما عن شرعب السلام فإن عدد الأسماء المقيدة لدى الخدمة ٣٩٧٧، منها ١٠١٨ فتاة تحمل شهادة دبلوم، و ١٢١٤ بكالوريوس وواحدة ماجستير.
وأوضح أنه منذ العام ٢٠١٨ حتى ٢٠٢٢م تم التسجيل وتقييد أسماء الخريجين من جميع المديريات في المحافظة بجامعاتها ومعاهدها المختلفة.
من المُلاحظ أن الفتيات في اليمن أقل حظًا من الالتحاق بالتعليم الجامعي؛ بسبب الجهل المجتمعي السائد والفقر وغلاء المعيشة، وبسبب الحرب وقطع الطرقات بين المدن مؤخرًا.
