جاء ذلك في كلمة للرئيس عبر تقنية الاتصال المرئي اليوم الاربعاء في افتتاح اعمال المؤتمر العلمي الاول لامراض القلب والاوعية الدموية، وزراعة الكلى الذي ينظمه مركز القلب والاوعية الدموية وزراعة الكلى بالشراكة مع جامعة تعز، وبمشاركة اكثر من الف وخمسمائة مشارك محلي واجنبي.
واشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كلمته الى انه من حسن الطالع ان ينعقد هذا المؤتمر بعد ايام قليلة من الزيارة الرئاسية الى محافظة تعز التي تقدس العلم والمعرفة، معربا عن امله بأن يكون هذا المؤتمر "هو بداية التشخيص للاعتلال الذي يعاني منه بلدنا، وتعز على وجه الخصوص صاحبة العلامة الكبرى في انتاج الموارد البشرية المؤهلة التي هي في امس الحاجة الى الرعاية الطبية".
وقال الرئيس ان الصحة، والمعرفة هما الدواء الحاسم لشفاء هذا البلد، وتعزير مناعته في مقاومة كافة الامراض، بما في ذلك العنصرية، والجهل، والخرافة، والاستبداد.
وابدى رئيس مجلس القيادة الرئاسي تفاؤله في ان يكون هذا المؤتمر استهلالا فريدا لشهر الثورة اليمنية التي وضعت في قلب اهدافها، رفع مستوى الشعب إقتصاديا وإجتماعيا، وسياسياً، وثقافيا، كمدخل لاحداث التغيير المنشود على مختلف المستويات.
واوضح فخامته ان افضل زائر لليمنيين في هذا الشهر وفي هذه الظروف، هو الطبيب حيث تشتد حاجة الملايين الى الرعاية الصحية والادوية المنقذة للحياة.
ولفت الى ان قلب هذا البلد لا يعمل بشكل كامل مع اعتلال جزء هام منه، بالعداوة للعلم والمعرفة حيث تحارب جماعة ارهابية مسلحة من اجل اعادتنا الى القرن الاول الهجرى.
وذكر رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالخسائر الفادحة التي تكبدها الشعب اليمني من كوادره الطبية، والعلمية، واصدقاء العمل، ومواطنيه نساء ورجالا عندما تركوا لمواجهة جائحة كورونا بعيدا عن اللقاح بزعم انها مؤامرة خارجية.
وتابع قائلا: "اليوم يواجه ملايين الاطفال في المناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الحوثية، حتفهم مع رفض حملات التحصين الدورية للاسباب المتخلفة ذاتها، واللجوء الى تعويذات الخرافة المعادية لروح هذا العصر الذي يمثل الطب اعظم انجازاته".
واعرب رئيس مجلس القيادة عن سعادته في ان يجتمع هذا العدد الكبير من العلماء والاطباء في امراض القلب، من اجل صحة مستدامة، ليذكر بأهمية العمل الذي تقومون به وهو السبب الذي دفعني الى ان اكون معكم هذا اليوم".
واشاد الرئيس بقصة النجاح التي حققها مركز القلب كمثال يجب ان يحتذى في مختلف المحافظات.
كما عبر عن تطلعه من هذا المؤتمر اضافة الى خدماته الطبية الجليلة التي ستقدم للمواطنين خلال الايام المقبلة، ان يقود الى صياغة رؤية صحية شاملة للتخفيف من معاناة اليمنيين، وتوطين الخدمات الصحية الممكنة بدلا من العلاج في الخارج الذي يضاعف من وطأة الحرب التي اشعلتها المليشيات الحوثية بدعم من النظام الايراني.
وقال "ان تحقيق هذا الهدف، و تمكين الصحة، لا شك انه يتعلق بتسخير الامكانيات، و قوة العلوم والبحوث والتكنولوجيا الرقمية والبيانات والاتصالات لدفع بلدنا نحو التعافي واسراع الخطى في تحقيق غايات التنمية المستدامة".
وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي باسمه واعضاء المجلس والحكومة شكره لكافة المنظمات الاقليمية والدولية، وفي المقدمة مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية، والهلال الاحمر الاماراتي، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالاتها المختلفة على الجهد المشهود في تطبيب المواطنين اليمنيين خلال هذه الظروف الاستثنائية من تاريخ بلدنا.
ولفت في هذا السياق الى حجم الانجاز الذي تم تدشينه مؤخرا خلال زيارته الى محافظة تعز بدعم من الاشقاء في المملكة العربية السعودية
عبر البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن المتمثل بكليات الطب، والتمريض، و الصيدلة، ومركز الأورام كمرحلة اولى ليشمل لاحقا مستشفى تعليمي، وكلية لطب الاسنان كأكبر مدينة طبية في البلاد لخدمة المواطنين من مختلف المحافظات.
كما اشاد بدور الاطباء الشابات والشباب الذين اسسوا نواة مركز القلب، وزراعة الكلى، وصنعوا المعجزة من وسط المعاناة باجراء مئات عمليات القلب المفتوح، واكثر من 70 عملية زراعة كلى.
ونوه بتزامن هذا المؤتمر مع انطلاق اكثر من 300 شاحنة محملة بمحاليل غسيل الكلى كدفعة اولى من مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الإنسانية لكل المحافظات، ليكون هذا العام بعون الله تحولا للقطاع الصحي اليمني.
وعبر الرئيس في ختام كلمته عن شكره لقيادة السلطة وجامعة تعز على الجهد المبذول لتنظيم هذا المؤتمر، متمنيا للمشاركين فيه التوفيق والنجاج والخروج بنتائج تلبي التطلعات المنشودة في خدمة القطاع الصحي والاكاديمي اليمني.