قالت أم محمد لتعز تايم وهي تحاول العبور رغم أكوام القمامة وسط أحد شوارع المدينة “ احنا ما عاد نشتي شي من الدولة، اتركونا نعيش بدون ما نشم هذا العذاب كل يوم.”
أينما وليت وجهك في المدينة ستفاجئك أكوام النفايات المتكدسة، يقول المواطن نبيل القدسي، وهو موظف حكومي: “نريد نعرف: أين تذهب الأموال المخصصة للسلطة المحلية في تعز.. طيب إذا هناك مسؤول شجاع، يطلع ويشم، بس يشم!”
سلطة محلية بلا أنف
يتهم سكان محليون السلطة المحلية بأنها “شريك صامت” في الجريمة البيئية التي تعاني منها المدينة. ففي ظل غياب أي خطط واضحة لإدارة ملف النظافة، تتراكم القمامة بشكل يومي، بينما تُصرف مئات الملايين تحت بند “ النظافة ”.
محمد العريقي، أحد الناشطين ، يقول:“ المحافظ عائيش أغلب وقته خارج تعز ولا ينزل للشارع يتفقد الوضع، لو في مسؤول يعيش يوم وسط القمامة، كان عمل مؤتمر صحفي يعلن استقالته من الحياة!”
ولا يبدو أن الأزمة ناتجة فقط عن ضعف الإمكانات، بل عن انعدام الإرادة في الإصلاح، فتعز، المدينة التي تقف على أعتاب أكبر التحديات الإنسانية، تحولت إلى “مكب مفتوح” يعكس حجم التدهور الإداري، ويدق ناقوس الخطر حول أولويات إدارة المدينة المحاصرة والمعذبة.
مبادرات ومحاولات
بينما تتقاذف السلطات المحلية والجهات المسؤولة الاتهامات، يحاول بعض الشباب تنظيم حملات نظافة تطوعية بين فترة وأخرى، لكنّ جهودهم تظل رمزية، لا تستطيع مواجهة جبال الإهمال المتراكمة وسط دعوات لأن تكون النظافة ثقافة مجتمعية في الدرجة الأولى.
أحمد الزريقي، شاب مشارك في فرق التنظيف يعلق بحرقة: “نحن ننظف، نحاول، بس ما نقدر نغطي كل الأماكن بأدواتنا وإمكاناتنا البسيطة”
يقول نشطاء بأنه لم تعد رائحة النفايات وحدها ما يزعج سكان تعز، بل رائحة الفساد، والتقصير، والاستهتار، وإذا ما أراد أحد أن يلتقي مسؤولي في المدينة، فربما عليه أن يبدأ الحفر بين أكوام القمامة، لعله يجدهم، فهناك فقط يمكن كشف إهمالهم بوضوح.