ومنذ 3 أعوام تخلى محمد عن شراء الغاز المسال والديزل كوقودٍ لعمل المخبز، وعند أول تجربة في تشغيل مخبزه عن طريق الحطب راقت له الفكرة وقرر أن يعتمد الحطب بديلاً عن الغاز والديزل، نظراً لوفرته واستقرار سعره وديمومة فائدته مقارنة بالأنواع الأخرى من الوقود التي كان يعتمد عليها في مخبزه سابقاً، كما يقول الشاب اليمني.
وتكاد كل المخابز والأفران في مدينة تعز وغيرها من المدن اليمنية تجنح لاستخدام الحطب بدلاً عن الوقود لذات الأسباب، لكن بعضها لا يزال يعمل بالنظامين، بالحطب والوقود معاً، غير أن المخابز كلها تشتري الحطب تحسباً لأزمات الوقود التي تشهدها المدينة بين حين وآخر، وكانت في السابق تتسبب في تعطيل عمل المخابز والأفران حتى أضحى الحطب خياراً أنسب لاستمرارية العمل عند حصول أي أزمة.
مثل علي بن ثابت، راح كثيرون يشتغلون في هذا المجال، ووجد سكان البلدات الريفية فرصةً في كسب المال، لكنه ربح يكون دائماً على حساب الغطاء النباتي الذي يتم احتطابه بشكلٍ جائرٍ في ظل غياب دور الهيئة العامة لحماية البيئة المعنية بالحفاظ على الغطاء النباتي، والتي لم يُلاحظ لها أي نشاط مؤثر في هذا الجانب منذ عام 2015.
وقال إنه كان السباق في جلب الحطب وجذوع الأشجار وبيعها على المخابز والأفران وفي بعض الأحيان على المواطنين عندما يصعب عليهم الحصول على الغاز المنزلي، ولا يشعر علي بالحسرة في هذا الأمر الذي يراه مصدراً للرزق في ظل الوضع الراهن الذي يعيشه الناس.
وأضاف علي أن السكان الذين يشترون منهم الحطب يقدمون أحياناً على اجتثاث أشجار تزيد أعمارها على 20 عاماً دون مخافة، ويتسابقون على قطعها في الغالب كونها تدر عليهم رزقاً وفير، موضحاً أن أشجار السدر، السيسبان، السول، وأنواع أخرى لا يعرف أسماءها تُجتث بطريقة جائرة من قبل الأهالي.