عشرات الأسر تسكن في كهوف بمحافظة تعز جنوب اليمن بعد أن نزحوا من منازلهم تحت قصف مليشيا الحوثي، وتعيش هذه الأسر في ظروف قاسية وسط كهوف مخيفة كانت مأوى للضباع والأفاعي حسب وصف تلك الأسر لمصر العربية.
وقالت "رواية سعيد حسن: "نزحنا من مدينة تعز إلى هذه الكهوف واتخذناها سكنًا ومأوى لنا، وخرجت من هذه الكهوف ثعابين وتم تنظيفها من أجل أن ينام الأطفال.
وأضافت: "هناك 6 أسر تسكن داخل الكهف الواحد، فلا يوجد لدينا أي مسكن غير هذا الكهف، والمنظمات الإنسانية لا تصل إلينا".
وتابعت: "نعيش في تلك الكهوف في الحر والبرد والأمطار، ولا يوجد لنا مكان آخر نسكن فيه إلا هنا، حيث تطاردنا الثعابين والعقارب".
أمراض وسوء تغذية
وخلال حديث للناشط الحقوقي حمزة المقطري قال إن هذه الأسر نزحت بسبب الحرب إلى الكهوف وفراشهم عبارة عن كراتين، وبالتالي نناشد أهل الخير أن ينظروا إلى تلك الأسر التي تموت بالبطئ.
وأضاف" أن هذه الأسر هربت من الحرب فوصلوا إلى كارثة أكبر بسبب الأوضاع المعيشية، هنا الماء ملوث ويوجد به الدودة الكبدية وهم أيضا مصابون بالعديد من الأمراض.
العيش في العراء
وقالت " آمنة محمد حيدر: نعاني منذ أن نزحنا قبل سنوات، فمنا من هو قادم من منطقة " دمنة خدير "والبعض من مدينة "تعز"، نحن نعيش وسط هذه الكهوف المميتة، نحتاج للغذاء والمساعدة والإيواء، ولا يوجد لهذا الكهف أبواب، هذا الكهف كان مسكن الضباع والأسود ونزحنا إلى هذا المكان، والآن نحن نصبر على حكم الله.
وتابعت: "نخاف على أطفالنا من الحيوانات المفترسة، فإذا ما ذهب رب الأسرة للعمل لابد أن يقف شخص مع الأطفال لحمايتهم من الضباع والثعالب، قائلة: "نعيش في خوف، وننام في ظلام ولا توجد كهرباء ولا ماء يطاردنا البرد القارص والحيوانات المفترسة".
تقارير أممية صادمة
معاناة مروّعة للغاية تلك التي تعيشها أعداد كبيرة من النازحين في اليمن، أولئك الذين حاصرتهم الحرب الراهنة بين أطنان كبيرة من المعاناة.
فعلى نحوٍ مرعب، كشف ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن جون نيكولاس، عن تواجد نصف النازحين في مناطق انعدام الأمن الغذائي.
وقال ممثل المفوضية "، إنّ عدد النازحين في اليمن ارتفع إلى أربعة ملايين شخص، وهذا الإعلان الأممي يوثّق هول أزمة النزوح في اليمن التي تفاقمت كثيرًا في الفترة الماضية، بسبب الجرائم الغادرة التي ارتكبتها المليشيات المتصارعة وهي تشعل حربًا عبثية طال أمدها أكثر مما يُطاق
ويُجمِع محللون بأنّ تصاعد موجات النزوح يضاعف الأعباء الإنسانية بشكل مروّع للغاية، ولعل ما يفاقم ذلك هو الانهيار شبه الكامل سواء في المنظومة الصحية أو الخدمية، وتفاقم أزمة النزوح يؤدي بشكل مباشر إلى تصاعد الأزمة الإنسانية على نحو مرعب.