الانتقالي يحاول الالتفاف على اتفاق الرياض للسيطرة على شبوة

حزيران/يونيو 28, 2021
الانتقالي يحاول الالتفاف على اتفاق الرياض للسيطرة على شبوة الانتقالي فشل في السيطرة عسكرياً على شبوة فلجأ للالتفاف على اتفاق الرياض

فشلت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً بالسيطرة على محافظة شبوة عسكرياً، رغم محاولاتها أكثر من مرة في أوقات سابقة.

وبعد وصول الانتقالي إلى قناعة أن شبوة غير قابلة للاقتحام عسكرياً لجأ لاستخدام أدواته السياسية في محاولة أخيرة للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.

 

استغلال اتفاق الرياض

 وفتحت المفاوضات الجارية التي ترعاها السعودية بين الانتقالي والحكومة الشرعية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، نافذة جديدة يسعى من خلالها الانتقالي للسيطرة على شبوة.

ونجح الانتقالي في إجبار السلطات الأمنية لمحافظة شبوة، منتصف يونيو الجاري، على إطلاق سراح خمسة من قياداته بعد ساعات من احتجازهم في نقطة تفتيش بالمحافظة، بالضغط على الحكومة من خلال تعليق مشاركته في مشاورات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض ورفض العودة لطاولة المشاورات قبل الإفراج عنهم وهو الأمر الذي تم.

هذا الأمر دفع الانتقالي لمحاولة استغلال مشاورات الرياض مجدداً ولكن بطريقة أكثر فاعلية، إذ دفع أنصاره لتنظيم فعالية مسلحة ضد سلطات المحافظة بمنطقة عبدان في مديرية نصاب ربما كانت تمهيداً لتصعيد أكبر، إلا أن قوات الأمن فضت التجمع في بدايته وأفشلت الفعالية.

وكما فعل في المرة السابقة، أعلن الانتقالي تعليق مشاركته في مشاورات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، احتجاجاً على ما وصفها اعتداء سلطات شبوة على المتظاهرين من أنصاره.

 

قوات خارجة عن السيطرة

 ولم يعد الانتقالي يعول كثيراً على قواته في السيطرة على محافظة شبوة التي يريدها بأي ثمن والتي ستوفر له الكثير من الأموال من إيرادات النفط وميناء قناء، خاصة بعد تقليص الإمارات دعمها للانتقالي وتفرغها لبناء قواعد عسكرية في سقطرى وميون عبر قواتها بشكل مباشر.

تقليص الدعم الإماراتي كشف عجز الانتقالي عن القيام بأي من المهام التي تعزز تواجده في عدن والمحافظات المجاورة، وأهمها تسليم مستحقات جميع التشكيلات العسكرية التابعة له، والتي لجأت لممارسة أعمال البلطجة والنهب والبسط على الأراضي.

وتندلع بين فترة وأخرى في عدن مواجهات بمختلف الأسلحة بين تشكيلات عسكرية أو قيادات تابعة للانتقالي الذي تحول إلى وسيط لحل الخلافات بين فصائله وفشل أكثر من مرة في استخدام القوة لحل النزاعات ووضع حد لها.

هذه الأعمال من شأنها تغيير نظرة أنصار الانتقالي ضده وقد بدأت بالفعل نظرة الاستياء وخيبة الأمل تنتشر وسط شعبيته خاصة في عدن التي عجز الانتقالي عن توفير أي خدمة للمواطنين فيها بعد الوعود بتحويلها إلى دبي وأبو ظبي أخرى عند تشكيل المجلس الانتقالي.

وسرعان ما تتحول قوات الانتقالي إلى عبئ يصعب السيطرة عليها في عدن، ناهيك عن إعادة الروح لكتائب النخبة الشبوانية التي كان يعول عليها في السيطرة على محافظة شبوة ومنيت بهزيمة كبيرة عند بدء الانتقالي معارك عسكرية للسيطرة على المحافظات الجنوبية، أفضت إلى سيطرة الأخير على عدن، وبعض المحافظات القريبة منها، فيما تمكنت الحكومة من السيطرة على شبوة، وطرد قوات "النخبة" التي كانت تتحكم بالملف الأمني في المحافظة، إضافة إلى التقدم في مساحات واسعة من محافظة أبين، القريبة من عدن.

 

 حرف مسار المشاورات

 وبعد فشل السيطرة على شبوة عسكرياً والعجز عن فعل ذلك في الوقت الراهن، يسعى الانتقالي لحرف مسار مشاوراته الجارية مع الحكومة الشرعية من استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض المتعلقة بالجانبين الأمني والعسكري، إلى استغلال هذه البنود لتسليمه محافظة شبوة النفطية بأقل الخسائر.

ويعرقل الانتقالي تنفيذ الشقين الأمني والعسكري اللذين يقضيان بدمج تشكيلاته الأمنية والعسكرية ضمن وزارتي الداخلية والدفاع، ما يعني أن الانتقالي سيفقد السيطرة المباشرة على هذه القوات.

وتدريجياً يفقد الانتقالي بالفعل السيطرة على قواته، ما يجعل تنفيذ الشقين الأمني العسكري من اتفاق الرياض ملاذه الأخير، إلا أنه لا يريد لهذه الخطوة أن تتم قبل الحصول على مصالح أخرى.

ولم يلاحظ الانتقالي أنه تعرض للخديعة من أبوظبي إلا بعد توقيع اتفاق الرياض الذي نظرت له الإمارات من زاوية خاصة بها تثبت من خلاله للمجتمع الدولي استمرار وقوفها في صف الشرعية بعد تحولها إلى خصم واستخدام مقاتلاتها الحربية في قصف الجيش الوطني على مداخل عدن.

ويحاول الانتقالي إعادة تفسير بنود اتفاق الرياض بناء على المعطيات الجديدة، إلا أن الحكومة الشرعية تواصل رفضها أي تأويلات أخرى للاتفاق وترفض العودة إلى عدن قبل تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، لتضع بذلك السعودية الراعية للاتفاق في موقف محرج.

 

 نموذج ناجح

 وفي الوقت الذي تتلاشى شعبية الانتقالي في عدن والمحافظات المجاورة، تزداد الحاضنة الشعبية للحكومة في شبوة تماسكاً بعد النموذج المميز الذي قدمته سلطات المحافظة.

وشهدت محافظة شبوة نشاطاً تنموياً كبيراً في مختلف المجالات بعد تهميشها من قبل النظام السابق، ما يجعلها من أفضل المحافظات في توفير الخدمات والمشاريع.

وكثيراً ما يقارن سكان محافظتي شبوة وعدن بينهما في ظل سيطرة الحكومة على الأولى الناجحة في إرساء الأمن والاستقرار والنهوض والتنمية، والأخرى التي تتدهور إلى الأسوأ بكل المجالات في ظل سيطرة الانتقالي.

الفشل الذريع للانتقالي في عدن ومحاولته السيطرة على شبوة دفعه لشن حملات تحريضية ضد سلطات شبوة عبر اتهامها بالفشل والفساد والقمع، بينما أسوأ من ذلك كله يحدث في عدن، ليقابل أبناء شبوة دعوات الانتقالي بالسخرية واستمرار رفض أجندته ومساعدة السلطات في إفشالها.

ولقيت دعوات الانتقالي لإقامة فعالية مسلحة في منطقة عبدان بمديرية نصاب، رفض قبائل المنطقة للفعالية وتأييدهم لقوات الأمن التي منعت إقامتها.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro