وقالت توكل كرمان إن "التغيير" هو كلمة السر في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وأوضحت أن هذه الكلمة بقدر ما لخصت أحداث ثورات الربيع العربي، فقد عبّرت عن حاجة ملحة وضرورية لمجتمعاتنا بعد عقود من الاستبداد والفشل وتراكم الخيبات والإخفاقات في التنمية والاقتصاد والسياسة والتعليم ومجمل الحياة في بلداننا.
وبيّنت أنه بدون كسر حلقة احتكار السياسة والدولة بيد النّخب المستبدة والطائفية، ستبقى قضية التغيير تراوح مكانها.
وأشارت إلى أنه لم يتحقق شيء بعد أربعين عاما من الاستبداد، موضحة "فشلنا في التنمية والاقتصاد. أوضاع المرأة وحقوق الإنسان أسوأ مما كانت عليه في بداية استقلال بلداننا من الاستعمار الخارجي".
وأكدت أن تبعات الاستبداد ونتائجه انفجرت على شكل جماعات إرهابية، وفشل اقتصادي وتنموي، وانتشار الفقر والبطالة، وإخفاق طال كل عناوين الحياة في البلدان العربية.
واستطردت أن التغيير الاجتماعي متعذر مع بقاء استبداد سياسي يرى في بقاء التخلف ضمانة لبقائه.
وأشارت إلى أن انتشار الفكر الديني المتطرف والجماعات المتطرفة كان مشروعا مدعوما من قبل أنظمة الحكم المستبدة في المنطقة العربية، وبتعاون من قبل دول كبرى استخدمت ذلك التكتيك القاتل في صراعها الجيوسياسي خارج أراضيها لخدمة مصالحها.
وقالت إنه منذ منتصف القرن الماضي وهناك فتاوى دينية تنتقص من المرأة وحقوقها تصدر من أنظمة ملكية ومستبدة مدعومة من العرب، وحظيت بحمايته ورعايته.
وبينت أنه لم يتغير شيء في أوضاع النساء في مجتمعاتنا، وبقيت أغلبية النساء تعاني من الاستبداد والفقر والاضطهاد الاجتماعي والتمييز.
وقالت إنه عندما تنجز عملية التغيير وتقام الدولة لجميع مواطنيها ستكون قضية المرأة قد وضعت دفعة واحدة في مسار الخلاص من الظلم والتمييز الذي تعاني منه.
وأشارت إلى أن "التمكين" كان سطحيا وأداة بيد أنظمة معادية للمرأة وحقوقها، موضحة أن التمكين يمكن أن يكون أداة تغيير لصالح المرأة عندما تحل مشكلة السلطة والاستبداد.
وقالت "إن حقوق الإنسان عموما لا زالت في أسوأ حالاتها، وزادت سوءا بسبب الحروب الانتقامية ضد ثوراتنا ومجتمعاتنا".
ولفتت إلى أن كل ما يردده العالم من شعارات عن دعم الديمقراطية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، واختيار حكامها، تبدد في موقفه من ثورات 'الربيع العربي'.
واستطردت: "لقد واجهنا حربا عالمية، ولا زالت مستمرة إلى اليوم. لم نتجاوز نواميس الكون عندما رفعنا أصواتنا من أجل التغيير. كانت الأنظمة المستبدة قد فشلت، وتعفنت'.
وأشارت إلى أن ملايين الشباب العربي وجدوا أنفسهم مجرّدين من طموحاتهم، ومن فرص الحياة، وأنهم لم يختلقوا الثورات من العدم.
وأكدت أن النظام العالمي وقف مساندا الثورات المضادة، التي قادتها إقليميا السعودية وإيران والإمارات، بضخها الأموال والأسلحة، وتجنيد المليشيات ودعمها مواجهة طموح الشباب ببلدان ديمقراطية تسودها المواطنة والقانون.
وزادت "لم نهاجمهم، ولم نعلن الحرب ضدهم، لكنهم رأوا في حريتنا خطرا عليهم، وفِي إنجاز التغيير في بلداننا إعتداءً عليهم".
وأشارت إلى أن السعودية وإيران تختلفان في من سيحصد نتائج حروب الثورات المضادة ضد الشعوب العربية، لكنهما تتفقان في الأهداف المعادية للثورات والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة.
وأوضحت أن اليمن تواجه مآسي الحرب الفاشية وأزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، وحيدة وعزلاء من أي مساندة حقيقية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة والدول الكبرى فشلت في مساعدة اليمن لوقف الحرب واستعادة دولته.
وقالت إن الدول الكبرى تغمض عيونها عن إيران ودعمها للمليشيات الحوثية، وفي الجهة المقابلة تغلب مصالحها مع السعودية والإمارات، وتتغاضى عن عبثها وجرائمها في اليمن، مبينة أن هذا الخذلان الأممي والدولي في اليمن يقدم مساندة ضمنية لأمراء الحرب في الداخل والعابثين بالدم اليمني في إيران والرياض وابوظبي.
وأضحت أن 'السعودية والإمارات قصفت مدننا وبنيتنا التحتية وأنشأت مليشيات أخرى موالية لها في مدينة عدن. ومنعت الحكومة الشرعية من العمل من داخل البلاد. وسيطرت الإمارات على الموانئ والمنشآت النفطية والغازية، وتسيطر على جزيرة سقطرى بواسطة مليشيات تتبعها".
ولفتت إلى أن ملايين اليمنيين يعانون من المجاعة وسوء المعيشة والحرب والفوضى وانقطاع المرتبات والأجور وانهيار نظام الخدمات والعملة الوطنية.
وطالبت العالم بإيقاف هذه الحرب الوحشية ضد الشعب اليمني، ومساندة الشعب اليمني لاستعادة دولته واستكمال المرحلة الانتقالية وفق المرجعيات الثلاث المتمثلة بقرارات الشرعية الدولية ممثلة بمجلس الأمن الدولي، والشرعية الوطنية متمثلة باتفاقية نقل السلطة ومخرجات الحوار الوطني، واحترام حق الشعب اليمني في الحياة ووضع حد لحرب فاشية اجتمعت فيها إيران والسعودية والإمارات ومليشيات مدعومة منهم وشريكة لهم في حربهم ضد اليمنيين شعبا ودولة.
في ختام كلمتها، أكدت أن 'إيماننا بحقنا في حياة تصان فيها حقوق الإنسان وحريته وكرامته لن يخبو، ولن تنطفئ شعلته ما دام فينا نفَس ينبض بالحياة".