تغيير قيادة الجامعة

ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي على جامعة العلوم في صنعاء بدأت بإجراءات وممارسات لا علاقة لها بالتعليم الجامعي ولم يسبق للجامعة أن نفذتها.

هذا الأمر دفع مالكي الجامعة إلى نقل المركز الرئيسي من صنعاء إلى عدن وسحب الاعتراف بجميع فروع الجامعة بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين كما وجهت الجامعة جميع الطلاب للانتقال إلى الفروع المعتمدة ووفرت تسهيلات للنقل.

وفي المقابل غير الحوثيون مجلس إدارة الجامعة ونقلوا ملكيتها الجامعة إلى رائد صالح الشاعر نجل القيادي بالمليشيا صالح مسفر الشاعر المتخصص بنهب المؤسسات التجارية بمسمى الحارس القضائي.

مضايقة الطلاب

وبعد إحكام الحوثيين سيطرتهم على الجامعة توجهوا لمحاربة الطلاب ابتداءً من التضييق عليهم لمنع انتقالهم إلى الفروع المعتمدة بعد إعلان الجامعة عدم مسؤوليتها عن مخرجات جميع الفروع الواقعة بمناطق سيطرة الحوثيين.

وواصل الحوثيون ممارساتهم التي تركزت بشكل كبير على إقامة أنشطة طائفية في الجامعة في محاولة لإقناع الطلاب بالفكر الطائفي الحوثي تمهيداً لتجنيدهم.

"تعز تايم" حصل على أجزاء من تقرير سري لما يسمى "ملتقى الطالب الجامعي" التابع للحوثيين يكشف عن قيام مليشيا الحوثي بتحويل جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء وعدد من فروعها الخاضعة لسيطرتها إلى مركز للتجنيد وتنفيذ العديد من الأنشطة والدورات الطائفية.

دورات طائفية وتجنيد

وتستخدم المليشيا ملتقى الطالب الجامعي في المركز الرئيسي السابق للجامعة وفروعها لتنفيذ العديد من الأنشطة الاستخباراتية وتمرير مخططاتها ومشاريعها وأجندتها الطائفية.

‏وكشفت الوثائق التي حصل عليها "تعز تايم" من التقرير الذي رفعه مسؤول الملتقى في جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء إلى قيادة مليشيا الحوثي عن النشاط الاستخباراتي للملتقى.

وتظهر الوثائق تجنيد الحوثيين لـ 200 طالب تم إرسالهم لجبهات القتال من أصل 794 تلقوا دورات طائفية مكثفة من مختلف الفروع بمحافظات صنعاء وتعز والحديدة وإب وذمار بعد تسجيلهم بملتقى الطالب الجامعي التابع للحوثيين، ومعظم من تم تسجيلهم من الطلاب المستجدين بعد السيطرة على الجامعة.

ويتوزع الطلاب الذين تسجيلهم بكشوفات ملتقى الطلاب الجامعي بواقع 281 طالباً من المركز الرئيسي و248 طالبة من فرع الطالبات، ومن فرع تعز 85 طالبا إضافة إلى 68 طالبا من فرع الحديدة و 57 طالبا من فرع إب و 55 طالبا من فرع ذمار.

واستعرض التقرير السري العديد من الأنشطة التي ينفذها الملتقى من بينها جمع قاعدة بيانات عن طلاب الجامعة بمن فيهم المنتسبين الجدد وإلحاقهم في دورات تدريبية، ومنع أي تظاهرات مناهضة لمليشيا الحوثيين.

وحسب الوثائق فان الملتقى يقوم برصد أي تحركات للمظاهرات وإبلاغ المليشيا للعمل على منعها قبل وقوعها، إلى جانب تنظيم الفعاليات الخاصة بالحوثيين وحشد الطلاب للمشاركة فيها، والإشراف على كافة حفلات وفعاليات الجامعة.

ورغم أن الوثائق تظهر عدم التجاوب الكبير من قبل الطلاب لدعوات التجنيد من قبل الحوثيين إلا أنها تشير إلى توجه المليشيا لتشديد الرقابة على الطلاب تمهيدا لحملات تجبرهم على حضور دورات طائفية، خاصة بعد إدراج دورس طائفية في مناهج الجامعة بمختلف التخصصات.