"تعز تايم" اختار للقراء بعضا مما كتب في "تويتر":
- "عهد بالله يا صنعاء اليمن نستعيدك حميرية ونكتب فوق عطّان مُسند..".
- "أينما وجد خط المسند وجدت اليمن، وكل نقش مكتشف للمسند في أي منطقة إنما هو شاهد على الامتداد التاريخي الحضاري لليمن. ففي انتشاره شمالا وجنوبا وشرقا وغربا عبر النقوش المكتشفة دليل على واحدية الهوية اليمنية منذ آلاف السنين".
- "معرفة خط المسند يساعدنا في فهم طبيعة تاريخنا ويوحدنا للاحتفاء بالقواسم المشتركة بيننا كأمة يمنية واحدة".
- "لولا المسند لما كانت أبجدية! تأملوا هذا الخط البديع الذي يمثل الحضارة الأولى!".
- "يفترض أن يتحول إلى فرص للبناء على الحضارة اليمنية وإعادة اليمن إلى صدارة المشهد في البناء والإعمار والتنمية والإزدهار والتأثير في العالم، وليس مجرد استذكار للماضي، دون امتلاك رؤية للإستفادة منه والبناء عليه بما يخدم الحاضر ويرسي قواعد ثابته وقوية للمستقبل".
-"الاعتزاز بالهوية الوطنية والعناية بمفرداتها ورموزها أمر مطلوب، لكن يجب أن نعي جيدا أن التغيير المنشود يبدأ من معرفة ماذا نريد أن نكون، وكيف نحقق تلك الإرادة، أما العيش في الماضي ومحاولة جر جثته إلى رئة المضارع، فإنه تدمير للحاضر، واغتيال للمستقبل".
وحتى نتعرّف أكثر على خط المسند، وما الذي يمثله لليمنيين؟
-نبدأ بالتعريف:
المسند قلم عربي أصيل اشتقت منه أقلام عديدة كالثمودي واللحياني والصفوي والحبشي. ويعد قلم المسند فصلا مهما في التاريخ البشري للكتابة، كتب به أهل اليمن وخرج منها إلى سائر بلاد العرب، وكان المسند الخط الوطني الأول للعرب قبل الإسلام دون منازع. وقد تجلى المسند في كتابته التحريرية السريعة في خط الزبور اليماني، الذي ذكره الشاعر العربي امرؤ القيس بن حجر حين قال:
لِمَنْ طَلَلٌ أبصرتُه فشجاني كخطِ الزَبور في عسيب يماني.
-الأصل
يعد الخط المسند الأصل الذي منه اشتق الخط الكنعاني، والدليل على ذلك أن نماذج من الكتابات المعينية، التي وصلت
إلينا أقدم من النماذج الكنعانية، ومنه عرفوا جميع الأحرف المشتقة من المسَند.
-كتابته
يكتب المسند من اليمين إلى اليسار، وبالعكس من اليسار لليمين، ويعتبر من أقدم الأبجديات في التاريخ البشري.
ماذا يعني لليمنيين؟
خط المسند شاهد على عظمة الحضارة اليمنية، التي مجّدت الكتابة والتدوين عبر نقوش المسند المنتشرة على الجبال، وفي الألواح والتماثيل بالوديان.
لم يكن هذا الكم الهائل المكتشف من النقوش ليكون إلا في حضارة راقية ساد فيها التعليم والمعرفة.
كيف لا وهو أول أبجدية وجدت، ومنه اشتقت باقي الأبجديات، يتكون من 29 حرفا، منشأه جنوب الجزيرة، وأقدم نقش مسندي تم العثور عليه في كهف الميفاع، ويعود إلى 4 آلاف سنة قبل الميلاد.
-أصل الكتابة العربية
استعمل العرب قبل الإسلام نوعين من الخط:
الأول: المُسند: وهو خط أهل اليمن القديم، قال ابن منظور: "والمسند خطٌّ لِحِمْيَرَ مخالفٌ لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أيام مُلْكِهم"، وتُرك استِعماله في اليمن قبل الإسلام، وبقيت آثاره على المباني القديمة هناك.
يطابق في أصواته وعدد حروفه خطّ العربية الفصحى، ويزيد عليه حرفاً (سامخ) يسمّيه الباحثون السين الثالث.
الثاني الخط الحميري: يسمّيه المستشرقون خط
النصب التذكارية، هو نظام كتابة قديم تطور في اليمن جنوب الجزيرة العربية، قرابة القرن التاسع - العاشر قبل الميلاد، وهو أحد ضروب الكتابة السامية الجنوبية، وكان نظام الكتابة المستعمل في شبه الجزيرة العربية لوقت طويل، وبحسب أحد الآراء أن خط الجزم اشتقت منه الأبجدية العربية.
تواصل "تعز تايم" مع الباحث والكاتب توفيق السامعي، فسأله عن ماذا يمكن أن نسمي انشغال اليمنيين بالخط المسند؟
فقال: الاحتفال بيوم المسند اليمني.
وحتى نقدّم للقارئ معلومات مهمّة ومفيدة عن الخط المسند أحالنا الباحث السامعي إلى ما كتبه في "فيس بوك" قائلاً:
- الخط المسند هو أولى أبجديات الخطوط العالمية، وإن لم يكن هناك دليل جازم حتى اليوم، لكن المؤشرات كثيرة على ذلك.
الأبحاث المؤسسية والمنهجية المتوقفة، وعدم تشجيعها، هي سبب التأخر في إبراز هذه الحقيقة، وسيأتي وقتها إن شاء الله.
- خط المسند كتب في الزمن الأول من ظهوره بطريقة المحراث؛ أي من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين، وفي عهد الدولة السبأية المتأخرة كتب من اليمين فقط.
- يفصل عمود بين كل كلمة وأخرى.
- عند كتابة المسند تسقط حروف العلة كتابة (ألف، واو، ياء) لكنها تنطق صوتاً مثل (ا ب ر ه م/ابراهيم، ص ل ت/صلاة....)، بينما الحروف الأساسية منها تثبت كتابة.
- الألف والنون نهاية كل كلمة أو اسم هي للتعريف وتقوم مقام (أل) التعريفية في العربية، مثل (غ ي م ن/الغيم، ش م س ن/ الشمس، س ر ن/ الوادي) وهكذا.
- الميم التي تلحق نهاية الأسماء أو بعض الافعال تكون للتنوين تارة وللتنكير تارة أخرى.
- يتميز المسند من ببن كل الابجديات بحرفي الضاد وسين ٣ الذي يسمى سامخ، وهو صَوت بين حرفي السين والصاد، فلغة الضاد هي المسند قبل الخط العربي بصورته اليوم.
- للخط العربي اليوم نفس خصائص المسند قديماً من التصريف والتعريب والنحو.
ودعا الجهات الرسمية والدولة إلى أن تعتمد خط المسند ولغة المسند خطاً ولغة رسمية ثانية للبلاد، وأن تفتح المعاهد والمدارس لتعلم هذا الخط واللغة.