وقال محمد عبد السلام، في تغريدة على "تويتر": "استمراراً للجهود التي يبذلها الأشقاء في سلطنة عمان، غادر الوفد الوطني إلى مسقط بعد إجراء نقاشات جادة وإيجابية حول الترتيبات الإنسانية، التي تحقق للشعب اليمني الاستقرار، وتمهد للسلام الشامل والعادل، وإنهاء العدوان والحصار".
وسبق للوفد العماني أن زار صنعاء في 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي لعقد مباحثات مع قيادات جماعة الحوثيين حول تطورات أزمة اليمن، تخللها اجتماع مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، بحسب ما أكد يومها عبد السلام، مشيراً إلى أن "اللقاءات مع الوفد العماني كانت مثمرة، وقدمت تصورات للأفكار المطروحة في المفاوضات".
والزيارة الحالية هي الزيارة الرابعة منذ إعلان الهدنة الأممية في إبريل/ نيسان 2022.
وكان عبد السلام قد أكد في تصريحات، في 10 يناير/كانون الثاني الحالي، خلال استقبال الوفد العماني في مطار صنعاء، أن زيارة الوفد تأتي في هذه المرحلة استكمالاً للقاءات التي عقدت في صنعاء ومسقط، وجرى خلالها نقل الكثير من الرسائل والأخذ والرد مع الأطراف الأخرى (لم يحددها).
ويتحدث الحوثيون بخطاب هادئ عن أملهم في نجاح الوساطة العُمانية لتحقيق شروطهم، من أجل تمديد الهدنة المنتهية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وأبرزها تسليم الرواتب للموظفين في مناطق سيطرتهم.
ويسود تفاؤل في الأوساط السياسية لجماعة الحوثي بتحقيق تقدم في المفاوضات الثنائية الجارية بين السعودية والحوثيين في مسقط، بخلاف الزيارة السابقة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إذ أعلن الحوثيون عقب مغادرة الوفد العُماني عن سلسلة تهديدات متتالية بالتصعيد العسكري، في الوقت الذي لم ترد أي معلومات عن مسار تلك المفاوضات إلى أين وصلت.
ومن جانبه، قال القيادي الحوثي حسين العزي، في تغريدة على "تويتر" بعد مغادرة وفدهم بصحبة الوفد العماني: "نتمنى مواصلة العمل بكل إخلاص وتفان وصولاً إلى تحقيق السلام، واستعادة قيم الإخاء، مع الامتناع التام عن التأثر السلبي بالأصوات النشاز من دعاة الشر والكراهية، آملين أن نرى ثمار تلك الجهود على أرض الواقع"، على حد تعبيره.
انتظار جولات جديدة
وفي موازاة ذلك، ذكرت مصادر في الحكومة الشرعية لـ"العربي الجديد" أن "المشاورات حول تجديد الهدنة تراوح مكانها، ولا يوجد تقدم يمكن الاعتماد عليه كمنطلق جديد تُبنى عليه الهدنة، بسبب تصرفات وسلوكيات الحوثيين، رغم المساعي الإقليمية والدولية خلال الفترة الماضية، من خلال لقاءات عقدت في صنعاء وعدن والرياض ومسقط وعمّان".
ورأت المصادر نفسها أن "الجهود والمساعي انحصرت بشكل أساسي على الجهود الإنسانية لعدم وجود أي بوادر من قبل مليشيات الحوثيين المتزمتة، والتي تحاول استغلال الوضع الإنساني، من أجل تمكين نفسها وتعزيز قدراتها الاقتصادية".
وبرأي المصادر، فإن "كل شروط وأحاديث الحوثيين تغلب عليها كيفية إنقاذ وضعهم الاقتصادي، بوصفه وسيلة بقاء في مناطق سيطرتهم".
كما ذكرت المصادر أن "الشرعية أبلغت المبعوثين الغربيين والإقليميين في كل لقاءاتها بأنها لن تسمح لمليشيات تمارس الإرهاب أن تستغل الوضع الاقتصادي والإنساني المتفاقم، وأن تعمل على تمكين نفسها اقتصادياً لتهديد حياة اليمنيين وسلامة أراضي اليمن".