وأوضح في حديث متلفز له أذاعته قناة بلقيس أن "تجاهل القوى اليمنية في هذه المفاوضات يعد مؤشرا خطيرا، وإن كانت الجماعة هي من طلبت هذا النوع من الاعتراف، والقلق على المدى الطويل من أن يحدث هذا الاعتراف بشكل أو بآخر".
وأشار إلى أن "هناك زوايا أخرى مهمة يجب التركيز عليها في هذه المفاوضات، وتتمثل في التقارب الإقليمي (السعودي - العماني)، خلال الفترة الماضية، وهذا النوع من التقارب هو من فتح مساحة واسعة أمام هذه المفاوضات بشكل أوضح من أجل تحقيق مصالح مشتركة بين الرياض ومسقط".
وأضاف: "السعي وراء توسيع الهدنة ليس الغرض منه إنهاء الحرب، وإنما لتمديد الهدنة بما يضمن تأمين الحدود السعودية الجنوبية، وتحقيق مصالح سعودية - عمانية، وستعطي عملية تمديد هدنة مشوهة، وإن كان لها أثر إيجابي بإيقاف أي معارك على المدى القريب".
ولفت إلى أن "هناك تحديات كبيرة، منها أن السعودية اليوم على غير السابق، إذ باتت تتحدث مع جماعة الحوثي بدلا عن اليمنيين (القوى اليمنية)، ويتم الحديث عن دفع المرتبات من قبل السعودية، وليس من قبل الطرف الحكومي، وستكون هذه المرتبات من عائدات النفط والغاز اليمني، ما يعني أن السعودية تفاوض الحوثيين بأموال اليمنيين، وليس بأموالها الخاصة، وهذا النوع من التفاوض بعيدا عن الحكومة اليمنية يعد مؤشرا خطيرا جدا".
وقال: "إن الإمارات منزعجة من التقارب العماني - السعودي في هذه المفاوضات".
وتساءل: "هل ما تتفاوض به السعودية مع جماعة الحوثي أمر مُرضي للحكومة الشرعية، والقوى اليمنية الأخرى، على سبيل المثال المجلس الانتقالي؟".
ويرى أن "المجلس الانتقالي سيكون موافقا لما سيتم التوافق عليه، إذا لم يكن جزءا من هذه العملية، لذلك حوارات الإمارات الخلفية مع السعودية تبدو مشتدّة ومتوترة هذه الفترة، وهذا النوع من التوتر ليس إيجابيا على اليمن، لأن كلا من السعودية والإمارات لديها قوة محلية وستحركها بأموالها وتأثيراتها، وهو ما سيخلق مستوى آخر من الصراع".
وأكد أن "هذه المفاوضات، حتى وإن حققت هدنة مؤقتة، إلا أنها لن تفضي إلى سلام ذي مدى طويل".