الحكومة الشرعية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وحتى الناشطون المستقلون؛ جميعهم يجدون أنفسهم أمام جدار صمت يفرضه المجلس الانتقالي، بقوة السلاح منذ العام 2018م، والذي جدد يوم أمس تأكيده على مواصلة هذا النهج الاستبدادي عبر بيان رسمي، يرفض فيه أي نشاط حزبي أو سياسي لأي جهة كانت.
سلوك ليس بجديد
يقول المحلل السياسي، محمد بالفخر، لست مستغربا من مثل هذه الأفعال التي تحدث من قبل المجلس الانتقالي، أو البيانات الصادرة عنه، وهي تذكرنا بيوم كنا في إحدى فعاليات الحراك الجنوبي في يناير 2008م، والناس كانت تطالب حينها بحقوق، حينها جاء أحد القادة وأخذ الميكرفون وهتف لا حزبية بعد اليوم، ويقصد أن لا صوت يعلو فوق صوت الحزب.
وأضاف: ما صدر عن الانتقالي هو سلوك يمارس في كل لحظة وفي كل حين، وهو إقصاء لأي رأي، ورفض إقامة أي نشاط أو فعالية، كما حدث في أكثر من حدث، وفي أكثر من موقع تصل إليه ميليشياته.
وتابع: المشكلة في الصمت عن ما يقوم به الانتقالي، وفي غياب المؤسسات الحكومية التي تعترض هذه الممارسات وتحتج وتواجه، وليس فيما يقوم به الانتقالي، لأن ما يقوم به هو سلوك، وليس بجديد.
وأردف: هذه الممارسات سنشاهدها تتكرر يوما بعد آخر، وربما تتطور إلى ما هو أسوأ من ذلك.
حرب سياسية
يقول الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي، صلاح السقلدي، نحن مع حرية التعبير ومع الحريات العامة بشكل عام، لكن علينا أن نتذمر في الوقت نفسه، أننا نعيش في ظل أوضاع استثنائية أوضاع حرب، يفترض ألا تستغل بمثل هذه المنابر والمساحات، لتجيير مشاريع حزبية، ومحاولة تشويه القضية الجنوبية، وإخراجها عن سياقها للوصول إلى إحداث نوع من عدم الثقة بالمجلس الانتقالي والقوى الجنوبية في الشارع الجنوبي.
وأوضح: الحرب التي أعنيها هي الحرب بكل صورها، ليست فقط الحرب العسكرية، وهذا ما تقوله الأحزاب وترده دائما، أنها في معركة مصيرية مع الحوثيين، مع أن فوهات بنادقها وأقلامها باتجاه الجنوب، واستبدلت شعار قادمون يا صنعاء بشعار قادمون يا عدن.
وأضاف: هناك تضخيم لهذه التجاوزات التي لا ننكرها على الإطلاق، حيث يتم وضعها تحت الميكروسكوب خلافا لما يجري في محافظات أخرى، فهناك انتهاكات فضيعة في كثير من المحافظات مأرب
وتابع: الخارطة الحزبية والسياسية الموجودة اليوم، لا تعبر تماما بأن التمثيل الحزبي، يمثل ما هو واقع على الأرض والجغرافي.