التغييرات الهيكلة التي يحدثها الحوثيون تعيد فرز اليمنيين في مناطقهم إلى هاشميين حكام وغير هاشميين رعايا. ليس رعايا فقط ولكن أيضا زبائن من خلال الاستفراد بالمال والتجارة واحتكار موارد الثروة.
صحيح لم يكن كل العلويين أنصارا لنظام الأسد، وكذلك ليس كل الهاشميين في اليمن اتباعاً للحوثية. لكن هذا القليل قد يؤخذ بجريرة الكثير ويظلم مرتين.
تتطور الية دفاعية تتسم بالعنف والتطرف المضاد ولا تدع مجالا للانسجام والتعايش في نهاية المطاف. وكلما مضى الوقت تجذر سلوك الحوثية الفازر وتنامت الالية الدفاعية لدى الطرف المناهض للحوثية.
تنمو راديكالية خطابية لدى مناهضي الحوثي كمقابل لسلوك تمييزي حوثي في الوظيفة العامة والمناصب السياسية وعالم المال والأعمال. قد لا يقف الحال هنا عن الممارسات الخطابية على وسائل التواصل.
اني اخشى من ضمور حراك الاقيال لصالح حراك اكثر راديكالية وعنفا قابل للظهور من رحم هذه المظالم وغياب مشروع سياسي جامع – يعيد السلام والسلم الاجتماعي ويحقق العدالة الاجتماعية – وإطالة امد عدم الاستقرار في البلاد في اطار دينامية واحدة هي فعل ورد فعل.
لقد طوقت الحوثية كل هاشميي اليمن وحشرتهم قسرا في زاوية معاداة المشروع اليمني رغم ان عائلات هاشمية لها دور كبير في تجذير المشروع الوطني والمواطنية والنضال ضد الامامة وبناء مؤسسات اليمن الحديث.
لا أرى في ما أقوله هنا انه يندرج ضمن عداء وعداء مضاد نتيجة الحرب وخطابها وليس تماهيا مع الظاهرة الصوتية الاقيال ولكن نتيجة ملاحظة لسلوكك سياسي وسياسي اقتصادي تنفيذه الحوثية بهمة.
لاحظوا نسبة الهاشميين في التشكيل الحكومي او المؤسسات الأمنية والعسكرية او المؤسسات الموازية لها امنيا وعسكريا او لاحظوا السلك القضائي والعدلي. لاحظوا المؤسسة التعليمية سيما الجامعة لا على مستوى الرئاسة فقط على مجالس الكليات والأقسام.
أصبحت المعادلة تقترب من 80 إلى 20.
هناك إحلال وظيفي يسير بشرهٍ غير مبال.
الأجدر ان تأخذ الجماعة الحوثية الدرس مما يحدث في سوريا وتغيّر في نهجها كليا رفقا باليمن واليمنيين ورفقا بالهاشميين انفسهم من تقلبات الدهر.
قد تكون هذه واحدة من ارتدادات التغييرات في سوريا. خلق امل التغيير بالعنف وكسر صنم النظام ولو بعد حين. يتولد امل في الخلاص من الطغيان مهما كانت النتائج. والأمل لا يأتي إلا من الجماعات المضادة أيديولوجيا ومذهبيا وليس من داخل النظام الذي فقد القدرة على الإصلاح والتحسين وتغيير طبعه التمييزي.
بالتجربة، تغرق الجماعات الحاكمة الأقلية في عنصريتها وعنفها وتحيط نفسها ببركة دم لا تجف. تجر معها معظم افراد شريحتها لأنها تعيشهم تحت تهديد قسري دائم. الخوف هو أداتها وحمضها النووي. ويكون ثمن تغييرها او الإطاحة بها كبير وطويل الوقت وعامر بالمعاناة التي يصعب جبرها.
فهل من معتبر!
*نشرت على صفحته في تويتر