الرئيس العليمي وضع هذه المعركة ضمن إطار أوسع لتحقيق السلام وإنهاء الانقلاب الحوثي. إذ تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار الاشتباكات وسعي الحكومة لتعزيز سيطرتها واستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيين.
وتشير التصريحات إلى خطط لشن هجوم بري واسع النطاق يشمل تقدمًا من عدة محاور، بما في ذلك محاولة لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي .
وفي سياق تعزيز الدعم الدولي، ذكرت تقارير أن الولايات المتحدة قد تقدم دعمًا لوجستيًا وذخائر للقوات اليمنية.
هذا الدعم يأتي بدون نشر قوات برية، ما يعكس الحساسيات الجيوسياسية المرتبطة بالتدخل في اليمن .
وحمل خطاب العليمي هذه المرة أيضًا إشارات إلى الأزمات الاقتصادية والإنسانية الراهنة.
ووجه الرئيس تحية للشعب اليمني والقوات المسلحة، مشيدًا بصمودهم في وجه التحديات، ومؤكدًا على قرب النصر.
هذه التطورات تعكس الإصرار الحكومي على تأكيد استقرار المناطق المحررة واستعادة الدولة، في محاولة لإنهاء الأزمة التي طال أمدها .
وبالنظر إلى التصريحات الرسمية والمؤشرات الإقليمية، يبدو أن اليمن على أعتاب مرحلة حاسمة قد تشهد تغيرات جذرية في الديناميكيات العسكرية والسياسية.
فمعركة الخلاص، كما يسميها العليمي، ليست فقط مواجهة عسكرية بل هي جزء من استراتيجية أكبر لإعادة تأكيد السيادة واستقرار المنطقة.
تتزامن تصريحات العليمي مع دعوات واسعة لإطلاق معركة لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ولعل أبرزها تلك الدعوات الموجهة لطارق صالح من أجل التحرك في المخا واستعادة الحديدة التي تمثل شريان رئيس للحوثيين.
وقد شكلت هذه الدعوات عامل ضغط حقيقي على طارق نفسه الذي وجد نفسه مضطرا للخروج والتفاعل معها ويعيد تكرارها بنفسه مطالبا الذين في الخارج بالعودة الى الداخل والمشاركة في المعركة وهو الأمر الذي أثير حوله جدل واسع حيث ذهب البعض لتذكيره بمواقفه الداعمة للحوثيين بداية الحرب قبل أن يتحدث عن وطنيه الأخرين والتشكيك بهم.
وتتواصل الضربات الجوية الأميركية على كثير من المواقع الحوثية في عدة محافظات، من أبرزها صنعاء، وصعدة، وحجة، والحديدة.
وبهذه الغارات تكون الجماعة الحوثية قد تلقت أكثر من ألف غارة جوية وضربة بحرية، وفق ما أقر به زعيمها عبد الملك الحوثي.
وفي تطور آخر أعلن الحوثيون إجراء مباحثات مع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حول تطورات الأوضاع في البلاد.
وأوضح المتحدث الرسمي للمليشيا، محمد عبد السلام، أن جماعته ناقشت مع غروندبرغ وفريقه صباح اليوم، تجنب التصعيد والعودة لمسار السلام.
مؤكدا في منشور على صفحته في منصة إكس مناقشة أيضا ما اعتبره المسار السياسي والإنساني في اليمن وسبل معالجة الملفات الإنسانية.
يأتي ذلك، فيما أكد المبعوث الأممي في تصريح منفصل دعمه للحل السلمي والتفاوضي للصراع في اليمن.
مشيرا إلى ما يعانيه البلد من نزاع مستمر، وقال إن "توفير مساحة للحوار والدبلوماسية واتخاذ قرارات سياسية شجاعة هي مسؤولية مشتركة".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمر جيشه ببدء حملة ضد الحوثيين في 15 مارس الماضي، وتوعدهم بـ«القوة المميتة»، وبـ«القضاء عليهم»، في سياق سعيه إلى إرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن والكف عن مهاجمة إسرائيل.
ومن حين لآخر تتجدد اشتباكات بين الجيش اليمني والحوثيين، ما يهدد هدوءا ميدانيا بدأ في أبريل 2022، فيما تواصل الجماعة السيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر 2014.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، في 23 ديسمبر 2023، التزام الحكومة والحوثي بتدابير ضمن "خارطة طريق" تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين.
لكن حتى اليوم لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والحوثيين بشأن المسؤولية عن عدم إحراز تقدم على هذا المسار.
كما يأتي خطاب العليمي مع استمرار حدة الصراع بين الولايات المتحدة والحوثيين حيث تم رصد منذ 15 مارس الماضي مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى إلى مقتل 76 مدنيا وإصابة 182 آخرين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، حسب بيانات حوثية لا تشمل الضحايا من القوات التابعة للجماعة.