وفي الوقت نفسه، أصدرت الولايات المتحدة تحذيراً أكثر تحديداً، أشارت فيه إلى "معلومات عن تهديدات تستهدف الجاليات اليهودية والإسرائيلية في الإمارات"، ودعت مواطنيها إلى تجنّب المواقع المرتبطة بهذه الجاليات، بما في ذلك دور العبادة.
ورغم أن التحذيرات لم تحدد الجهة المحتملة، استبعد مراقبون تورط إيران في ظل مساعيها للحفاظ على علاقات مستقرة مع الإمارات، إضافة إلى حالة الارتباك التي تعيشها بعض أجهزتها الأمنية عقب خسائر بشرية كبيرة في "حرب الـ 12 يوماً".
ويرجّح محللون أن تكون جماعة الحوثي في اليمن هي الطرف الأكثر احتمالاً، في ظل تصعيدها الخطابي ضد المصالح الإسرائيلية واستهدافها كيانات تجارية على صلة بإسرائيل.
ويأتي ذلك في سياق سعي الحوثيين لتوسيع نطاق الصراع، وحشد التأييد الشعبي داخلياً عبر استهداف "عدو خارجي" لتثبيت قبضتهم على السلطة، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية التي يواجهونها مؤخراً.
خلفية
للحوثيين سجل حافل في استهداف مصالح إقليمية ودولية خارج اليمن، إذ سبق أن نفذوا هجمات على منشآت نفطية في السعودية، واستهدفوا سفناً تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما كثفوا منذ اندلاع الحرب في غزة عملياتهم ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو الدول الداعمة لها، ما يعكس قدرتهم على نقل الصراع إلى ساحات خارجية عبر أساليب حرب غير تقليدية.
ورغم الكفاءة العالية لأجهزة الأمن الخليجية، التي يُتوقع أن تتمكن من إحباط أي هجوم محتمل، يحذر خبراء من أن الحوثيين يمتلكون خبرة في العمل السري وقدرة على الاستعانة بمناصرين وأطراف متعاطفة داخل الجاليات المقيمة.
ويرى مراقبون أن التحذير البريطاني العام قد يكون الأكثر أهمية، إذ إن غالبية المقيمين الأجانب قد لا يدركون الروابط التجارية بين بعض الشركات العاملة في الإمارات وإسرائيل، وهي روابط قد تشكل أهدافاً محتملة لأي مخطط إرهابي.