وبحسب الصحيفة، فإن الجماعة التي كانت تحظى بدعم واسع ومباشر من طهران، تبدو الآن في موقف صعب بعد أن باتت إيران عاجزة عن تأمين الحماية لأذرعها، بما في ذلك الجماعة الحوثية، إثر الضربات الأخيرة التي طالت عمقها الاستراتيجي.
وتشير التحليلات إلى أن الحوثيين، الذين ما زالوا يمتلكون قوة عسكرية معتبرة، ويسيطرون على مساحات جغرافية واسعة، قد يكونون في مرمى هجوم واسع النطاق. ويعود ذلك إلى كونهم الورقة الأكثر نشاطاً بين حلفاء طهران، في الوقت الذي تتضاءل فيه أوراق النفوذ الإيراني في المنطقة.
وبحسب الصحيفة، فإن الجماعة قد تكون مستهدفة خلال المرحلة المقبلة من قِبل أطراف إقليمية ودولية، لا سيما إسرائيل، التي كثّفت من عمليات الرصد الاستخباراتي للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وبدأت في تتبع تحركات قياداتهم ومواقعهم العسكرية ومنشآتهم المرتبطة بالمسيرات والصواريخ.
هذا الواقع دفع الجماعة، وفقاً للمصادر ذاتها، إلى اتخاذ خطوات أمنية مشددة على الأرض، والحد من الانخراط المباشر في التصعيد، نتيجة خشيتها من "الانكشاف الاستخباراتي". كما لجأت إلى تعزيز تدابير الحماية لقادتها، وتفعيل أجهزة الرصد والتجسس المضاد داخل مناطق سيطرتها.
وترجح التحليلات أن الجماعة قد تُستخدم كورقة ضغط في مفاوضات إيرانية قادمة، لا سيما في ما يتعلق ببرنامج طهران النووي والصاروخي، ما يضعها أمام احتمالات التفاوض أو حتى التضحية بها، إذا اقتضت مصلحة النظام الإيراني ذلك.
وبينما تتغير موازين القوى في المنطقة وتُعاد صياغة التحالفات، تظل الجماعة الحوثية أحد أبرز اللاعبين الذين يواجهون مستقبلاً معقداً، في ظل تبدّل المشهد الإقليمي والدولي وتراجع نفوذ داعميهم التقليديين.