وقالت كرمان خلال لقائها رئيس البرلمان: “أحيي دوركم وجهودكم في الحفاظ على الهوية الإسلامية للصومال، والالتزام بأن تكون التشريعات منسجمة مع مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، فضلًا عن دوركم في دعم الوحدة الوطنية والإصلاح التشريعي والبرلماني”.
وأشارت كرمان، التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري زيارة لمقديشو، إلى جهود إعادة البناء والتنمية، وإصلاح البنى التحتية كالميناء والمطار، وبناء المدارس والمستشفيات، بهدف تحسين الخدمات الأساسية، إضافة إلى خطوات إعادة تطبيع الحياة السياسية في البلاد من خلال إصلاح النظام الانتخابي والدستوري، والعمل على الانتقال إلى الانتخابات بالتصويت العام لترسيخ الوحدة الوطنية والحيلولة دون أي انقسامات عشائرية أو غيرها.
وأضافت أن جهود رئيس البرلمان أسهمت في تخفيف الحظر الدولي على الأسلحة، والعمل على بناء جيش وطني قوي يبسط سيطرة الدولة الصومالية على كامل أراضيها ويحمي استقلالها السياسي وسيادتها وسلامة أراضيها، مؤكدة أن هذه الجهود محل تقدير واحترام من الجميع.
ولفتت كرمان إلى عمق العلاقات الصومالية ـ اليمنية وامتدادها تاريخيًا واجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا، فضلًا عن الشراكة في الموقع الاستراتيجي عبر ضفتي باب المندب، هذا المنفذ العالمي البالغ الأهمية الذي ظل اليمنيون والصوماليون يتنقلون من خلاله عبر التاريخ لمزاولة التجارة والدعوة والتعليم وبسط السلطة والنفوذ، مؤكدة: “سنظل حماة هذا المندب وأصحابه”.
وأشارت إلى أن التداخل والاختلاط الكبير بين الشعبين خلال مئات السنين أسفر عن تبادل ثقافي وحضاري وإنساني، وعلاقات نسب ومصالح اقتصادية وتجارية عميقة. كما نوهت بوجود مخاطر مشتركة من الإرهاب والمؤامرات الإقليمية والدولية التي تواجه البلدين، اللذين يحتفظان بأحلام مشتركة وتطلعات واحدة كدولتين كاملتي السيادة والاستقلال، تتمتعان بالوحدة الوطنية والحرية والديمقراطية والازدهار.
من جانبه، أشاد رئيس البرلمان الصومالي بزيارة كرمان للعاصمة مقديشو واهتمامها بقضية الصومال وكفاح شعبه من أجل استعادة دولته، معبرًا عن اعتزازه بمواقفها في المحافل الدولية دفاعًا عن الحقوق والحريات وحقوق الشعوب المظلومة في مواجهة الاستبداد والقوى المارقة التي تسعى لتدمير البلدان واستغلال حالة الضعف والانقسام.
وأضاف آدم محمد نور أن اليمن هي الدولة الأقرب إلى الصومال، وتربطه بشعبها روابط قرابة وأخوّة، مؤكدًا أن الشعب الصومالي يشعر اليوم بمعاناة أشقائه في اليمن ويرحب بكل اليمنيين الذين فروا من الحرب ويعتبرهم جزءًا من نسيجه الاجتماعي، مذكّرًا بموقف اليمنيين الداعم للصوماليين خلال الحرب الأهلية، وبأن التجار اليمنيين اليوم يشكلون جزءًا مهمًا من الاقتصاد الصومالي.
وأكد نور أن زيارة توكل كرمان تمثل رسالة شجاعة وواضحة للعالم بأن الصومال يحقق انتصارات كبيرة على الإرهاب، وأن مقديشو باتت عاصمة آمنة يمكن للجميع القدوم إليها دون قلق.
كما أشاد بدور مؤسسة كرمان الدولية في دعم البرامج الإنسانية والتنموية، داعيًا إياها إلى توسيع أنشطتها لتشمل الصومال والمساهمة في جهود البناء والتنمية وخدمة الأطفال والنساء، ودعم الحكومة في برنامج التعافي.
واختتم بالتعبير عن أمله في أن يستعيد اليمنيون دولتهم، وأن يتعافى اليمن من آثار الحرب وينتصر على كل المؤامرات التي تستهدف وحدته وسلامة أراضيه، مؤكدًا: “نحن نؤمن أن أصل العرب من اليمن، وأنهم من أشجع الشعوب وأخلصها، ونثمّن وقوف إخوتنا اليمنيين إلى جانبنا خلال عقود طويلة، ولا يمكن إلا أن نكون اليوم في جانبهم”.
يُذكر أن زيارة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إلى جمهورية الصومال جاءت تلبيةً لدعوة من رئيس الجمهورية وسيدته الأولى. وقد قوبلت كرمان بترحاب كبير لحظة وصولها المطار، ووصفت زيارتها إلى الصومال بأنها زيارة إلى بلدها الثاني، والذي يمثل الامتداد الاستراتيجي لليمن في القارة الإفريقية.