وفي محافظة مأرب، شرقي البلاد، أفاد المركز، بمقتل مدني وإصابة آخر نتيجة انفجار مقذوف من مخلفات الحرب في منطقة المحجرة في مديرية صرواح.
وأضاف المرصد «خلال الـ72 ساعة الماضية، أُصيب مدنيان اثنان من أسرة واحدة نتيجة انفجار لغم قرب منزلهما في مديرية المتون بمحافظة الجوف، كما أُصيب مدني في مديرية جبل مراد في مأرب، وآخر في مديرية الميناء بالحديدة».
لم تتوقف ميليشيات «الحوثي» الإرهابية عن ممارسة جرائمها ضد الشعب اليمني الأعزل مرتكبة كل أنواع الانتهاكات ضد حقوق الإنسان وخاصة الحق في الحياة، من خلال زراعة الألغام والعبوات الناسفة التي تستهدف المدنيين، وهو ما أدى إلى مقتل الآلاف من الرجال والنساء وأطفال خلال السنوات الماضية.
ويشهد اليمن أكبر عملية زرع للألغام الأرضية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وفق تقارير حقوقية تشير إلى أن ميليشيات «الحوثي» زرعت أكثر من مليوني لغم أدت إلى مقتل وإصابة ما يزيد على 20 ألف مدني.
وكان المرصد اليمني للألغام، أعلن الأسبوع الماضي مقتل وإصابة 11 مدنياً، بينهم 6 أطفال، في حوادث منفصلة لانفجار ألغام «حوثية» ومقذوفات من مخلفات الحرب في محافظات البيضاء والجوف والحديدة.
ووثق المرصد مطلع الشهر الجاري مقتل وإصابة 273 مدنياً نتيجة انفجار ألغام «الحوثي» ومخلفات الحرب في العديد من محافظات اليمن، خلال فترة الهدنة الأممية، التي استمرت لنحو 6 أشهر وانتهت في الثاني من أكتوبر.
وأكد الناشط الحقوقي اليمني فهمي الزبيري أن هناك آلاف الحوادث المؤسفة بسبب الألغام في كل المناطق التي وصلت إليها ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، وزرعتها بصورة عشوائية ودون خرائط، شكلت خطراً وتهديداً لحياة اليمنيين في الحاضر والمستقبل.
وأشار الناشط الحقوقي لـ«الاتحاد» إلى أن هناك جهوداً جبارة وكبيرة تُبذل لنزع الألغام في اليمن، ولإنقاذ حياة المدنيين والأبرياء، من خلال البرنامج الوطني لنزع الألغام، ومشروع «مسام»، لكن الميليشيات تتوسع في زراعة الألغام، وآلة الموت «الحوثية» تحصد أرواح الأطفال كل يوم.
وأكد الزبيري أن الموقف الدولي مُتخاذل أمام الجرائم «الحوثية» التي ترتكبها بحق اليمنيين، داعياً المنظمات الدولية والمحلية لرصد جرائم الألغام وتعويض الضحايا وملاحقة المتورطين لكي لا يفلتوا من العقاب.
وكان فريق من الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة أكد في تقرير قدمه مؤخراً لمجلس الأمن الدولي أن استخدام «الحوثيين» للألغام الأرضية بشكل عشوائي ومنهجي، ولا سيما على طول الساحل الغربي، يشكل تهديداً مستمراً للسكان المدنيين.
وتزرع ميليشيات «الحوثي» الإرهابية الألغام والعبوات الناسفة بمختلف أنواعها وأحجامها ومنها المحرمة دولياً، مثل الألغام البحرية.
ومن جانبها، أكدت المحامية زعفران زايد رئيس مؤسسة تمكين المرأة اليمنية، أن الألغام التي زرعتها ميليشيات «الحوثي»، بشكل عبثي، تهدد حياة اليمنيين الذين يقعون كل يوم ضحايا في مختلف المحافظات المحررة، حيث تعمد الميليشيا لزراعة الألغام والعبوات بعد انسحابها من هذه المناطق. وأشارت لـ«الاتحاد» إلى أن الألغام والعبوات تنفجر في منازل النازحين العائدين إليها بعد تحرير بلداتهم، لافتةً إلى أن حصيلة الضحايا بلغت 11 ألف مدني ما بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وذكرت زعفران أن معظم الإصابات في أغلبها جماعية، حيث وصل عدد الضحايا في أحد انفجارات حافلة من أبناء منطقة حيس إلى 12 ضحية بين قتيل وجريح.