بعد شهر من تعيينه.. مبعوث بايدن أكثر نشاطا من غريفيث فهل ينجح؟

آذار/مارس 05, 2021
بعد شهر من تعيينه.. مبعوث بايدن أكثر نشاطا من غريفيث فهل ينجح؟ مبعوث بايدن إلى اليمن - تويتر

مع مرور نحو شهر على توليه المنصب، بدا المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ أكثر حركة من نظيره الأممي مارتن غريفيث، مع أنباء تتحدث عن حلول تطرحها واشنطن لإنهاء الأزمة اليمنية التي تدخل عامها السابع.

ومنذ نحو 7 سنوات، واليمنيون يبحثون عن سلام يفضي إلى حل أزمة بلادهم التي دفعت الملايين إلى حافة المجاعة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، في وقتٍ يتواصل التصعيد العسكري على الأرض بين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من السعودية.

وكان لافتاً لقاءً جمع المبعوث الأمريكي مع قيادات حوثية في سلطنة عُمان، وهو ما اعتبر اختراقاً مهماً في الأزمة اليمنية خصوصاً وأن المليشيا تعتبر الأمريكيين عدواً لهم كما ترفع في شعاراتها دوماً، كما أن اللقاء جاء بعد إلغاء تصنيفهم كجماعة إرهابية من قبل إدارة بايدن.

لقاء في مسقط

تتحدث وسائل إعلام دولية كـ"رويترز" و "الأناضول" عن مناقشات لم يعلن عنها جرت في مسقط في 26 من فبرايرالماضي، بين المبعوث الأمريكي إلى اليمن وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر قوله إن اجتماع مسقط كان جزءاً من سياسة "العصا والجزرة" الجديدة التي يتبناها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن الشهر الماضي وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية، وألغى أيضاً قراراً للرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.

وعقب أيام من ذلك اللقاء فرضت وزارة الخزانة الأمريكية مطلع مارس 2021، عقوبات جديدة على اثنين من قادة الحوثيين العسكريين، متهمة إياهما بجلب أسلحة من إيران وتنظيم هجمات، بعدما كثفت الحركة الهجمات على السعودية وصعدت هجوماً على مأرب باليمن.

كما نقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر دبلوماسي يمني تأكيده عن لقاء بين المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، ورئيس وفد الحوثيين التفاوضي محمد عبد السلام، في العاصمة العُمانية مسقط.

نفي حوثي

لكن مليشيا الحوثي وعلى لسان الناطق باسمهم محمد عبد السلام، نفى لقاءه مع مسؤولين أمريكيين بسلطنة عمان، مؤكداً أن الجماعة تعتبر الولايات المتحدة رأس ما وصفه بـ"العدوان على اليمن".

وقال عبد السلام في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، "الذي حصل تواصل عبر الأخوة العمانيين فقط، لم يكن هناك تواصل مباشر"، موضحاً "أبلغناهم برؤيتنا للحل في اليمن، وأن العدوان والحصار طالما استمر فسنواجه ذلك بكل قوة"​​​.

وعن فرص عقد مثل ذلك اللقاء المباشر، أجاب المتحدث، "لكل حادث حديث، نحن نعتبر أمريكا هي رأس العدوان على اليمن وعلى حصار شعبنا أيضاَ"، في إشارة للعمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية دعماَ للقوات اليمنية ضد الجماعة.

لكن هذا اللقاء لم يكن الأول، فقد سبق أن التقى فريق حوثي في أغسطس 2016، مع توماس شانون وكيل وزارة الخارجية الأمريكية.

وقبلها وتحديداً في يونيو 2015، أعلنت الخارجية الأمريكية على لسان المتحدثة باسمها ماري هارف، أن دبلوماسيين أمريكيين التقوا ممثلين عن الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط بهدف الضغط عليهم للإفراج عن رهائن أمريكيين ولبحث الحل السياسي للصراع في اليمن.

لا أمل بانتهاء الحرب

يقول الباحث السياسي اليمني نجيب السماوي، إن ما يقوم به المبعوث الأمريكي، "محاولة منه لإنجاح مسار عمله في إحلال السلام في اليمن"، مشيراً إلى أن ذلك يأتي من خلال "طرح شروطاً قد تكون في صالح الحوثيين".

ويوضح في حديثه : "بعدما هزمت مليشيا الحوثي على أسوار مأرب، رضخ الحوثيون للقاء الأمريكيين للبحث عن مخرج طوارئ لهم تحت مبرر السلام، بهدف كسب مزيد من الوقت لمعركة قادمة ثم سيذهب مجهود ليندركينغ أدراج الرياح".

ويضيف: "لا يوجد استراتيجية واضحة لدى إدارة بايدن إزاء اليمن، ربما تستخدم العصا والجزرة إن صح التعبير، حيث يعتبر لقاء مبعوث بايدن مع ممثلي الحوثي في مسقط يأتي في سياق المحاولة للخروج بحل سياسي بعد فشل الحوثي في دخول مأرب".

ويتحدث "السماوي" حولما يحدث من مفاوضات قائلاً إنها "قد لا تخرج بحلول جدية، خصوصاً وأن الحوثي يريد السيطرة على مأرب قبل أي مفاوضات تنهي الحرب، وهذا قد يطيل أمدها، ويعطي فرصة أخرى للمليشيات الحوثية".

ويضيف: "من المعيب على أي جهة في الشرعية أو التحالف الحديث عن السلام  الآن ولازال دم اليمنيين في مأرب يسيل ولازالت صواريخ الحوثي تدك المدن في الداخل ودول الجوار".

وأشار إلى أنه "يفترض فرض مزيد من الضغط العسكري حتى يطلب الحوثي التفاوض، وهو حالياً في وضع مرتبك لكن مثل هذه التصريحات تشجعه على ارتكاب جرائم أكثر".
 
تحركات ليندركينغ

لقاء المبعوث الأمريكي مع الحوثيين، جاء في إطار تحركات مكثفة يجريها في المنطقة، منذ تعيينه، في محاولة منه لإنجاح مهمته في إنهاء الحرب الدائرة في اليمن.

وكان آخر لقاءً قام به، في الـ5 من مارس 2021، بوزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، حيث بحثا في الرياض تبعات استمرار التصعيد "الحوثي" في محافظة مأرب شرقي اليمن، والجهود الرامية إلى التهدئة وتحقيق السلام.

وزار ليندركينغ عدداً من دول الخليج، في الفترة ما بين الـ22 من فبراير وحتى 3 مارس الجاري، التقى خلالها بوزراء ومسؤولين، وقالت الخارجية الأمريكية إنها "ركزت على نهج الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن، وإيجاد حل سياسي دائم والإغاثة الإنسانية للشعب اليمني".

وجاءت تحركات ليندركينغ بالتزامن مع تحركات متسارعة يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بعدما التقى مؤخراً عددٍ من المسؤولين السعوديين وكذلك اليمنيين؛ لمناقشة آخر التطورات ومن أجل الوصول إلى سلام يلبي تطلّعات الشعب اليمني.

Additional Info

  • المصدر: تعز تايم _ الصحافة العربية
Rate this item
(0 votes)
LogoWhitre.png
جميع الحقوق محفوظة © 2021 لموقع تعز تايم

Design & Developed by Digitmpro